Social Icons

الأربعاء، 20 أبريل 2022

[][[ التاجر الصالح ]][]

إن رجلاً تاجرًا مات وبعد موته رآه أخوه فى المنام ، فرآه يمسح عرقه من شدة ما يرى من العذاب الذى يعانيه . فقال له : ماذا أصابك ياأخى وأنت الذى صليت وصمت وزكيت وحججت بيت الله ، لماذا تعذب ؟ فقال : إن الله حاسبنى على شىءٍ لم يخطر لى على بالٍ. قد حاسبنى على أننى لم أكن أمسح كفة الميزان قبل أن أبيع للناس . تخيل معى الحساب فى ماذا ؟! فيما يراه الناس هينًا والله عز وجل يقول فى كتابه العزيز :{وتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} فما بالك بمن يسرق أموال الناس بالباطل ،ومن يدلس ويخدع ويغش ليأخذ ما ليس من حقه، ومن يتبطر على الناس بما أستخلف فيه من مال أو جمال أو علم أو قوة، ومن ينكر الحق ويساند الباطل لمحاباة الظالم والتمسح بركبه، ومن تعود اطلاق التهم وتلفيق الحكايات ورمي الناس والتشهير بهم دون أدنى دليل. ولقد لفت نظر الصحابي الجليل أنس بن مالك، رضي الله عنه، الذي عاش بعد رحيل الجيل الأول من الصحابة، انتشار ظاهرة استصغار الذنب، فقال لمن حضروا إليه من التابعين: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات" فماذاكان سيقول هذا الصحابى الجليل لو رأى ما نحن فيه الآن وما وصلنا إليه؟! فاللهم إني أتوب إليك من كبائر ذنوبي وصغائرها وبواطن سيئاتي وظواهرها وسوالف زلّاتي وحوادثها فاغفرْ لي فإنّه لا يغفرُ الذنوب إلا أنت.

الأحد، 17 أبريل 2022

[] [[ يابائــع الصبــر ]] []

عندما صادفتنى قصيدة " يا بائع الصبر لا تشفق على الشارى" وجدتها قصيدة جميلة تستحق أن تكون أحد حبات عقد اللؤلؤ من الشعر العربى الجميل فهى قصيدة بلغة عربية سهلة جميلة تحوى مواعظ وعبر أبسطها التمسك بخلق الصبر على الآلام والمعاناة وعدم جعل الدنيا مبلغ غايتنا وأن نعترف بأن المال وسيلة لتحسين الحياة ولكن عدم الحزن كثيرا لفقده لأن من اكتسب المال أول مرة قادر على إكتسابه مرة أخرى إذا دعا ربه وغير ذلك وهذه القصيدة من تنظيم الشاعر " ناصيف اليازجى"

*يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري فدِرهَمُ الصَّبرِ يَسوَى ألفَ دينارِ 

 *لا شيءَ كالصَّبرِ يَشفي جُرحَ صاحِبهِ ولا حَوَى مثلَهُ حانوتُ عَطَّارِ

 *هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُهُ كبارِدِ الماءِ يُطفي حِدَّةَ النَّارِ 

*ويَحفظُ القلبَ باقٍ في سلامتهِ حتى يُبَدَّلَ إعسارٌ بإيسارِ

 *إن السَّلامةَ كَنزٌ كلُّ خردلةٍ منهُ تقُوَّمُ مِن مالٍ بقنطارِ 

 *والمالُ يُدعى صديقاً عند حاجتهِ وقد يكونُ عدُواً داخِلَ الدَّارِ

 *يا مَن حَزِنتَ لفَقْدِ المالِ إنَّكَ قد خُلِقتَ عارٍ وما في ذاكَ من عارِ

 *كما أتى أمسِ ذاكَ المالُ مُكتَسَباً يأتي غداً من بديعِ اللُّطفِ جَبَّارِ

 *حوادثُ الدَّهرِ تجري في البلادِ على مَراتبِ النَّاسِ مقداراً بمقدارِ 

*إن الرِّياحَ تُصيبُ النَّخلَ تَقصِفُهُ وليسَ تقصِفُ غُصنَ الشِّيحِ والغارِ

 *إذا بقي منكَ أدنَى فضلةٍ صَغُرَت فإنَّها قِطعةٌ من طُورِ أطوارِ 

 *هَبْ أنكَ الشَّمسُ في الأفلاكِ طالعةً هل تسلمُ الشَّمسُ من كَسفٍ وأكدارِ

 *والشَّمسُ في برجِها شمسٌ ولو كَسَفَت فلا يَحُطُّ عُلاها كسفُ أنوارِ

 *للدَّهرِ يومٌ علينا لا يدومُ كما يومٌ لنا لم يَدُمْ في حكمهِ الجاري

 *لا يلبَثُ الغصنُ عُرياناً بلا ثَمرٍ حتَّى تراهُ بأوراقٍ وأثمارِ

 *سَيفتَحُ اللهُ باباً ليسَ تعرِفُهُ ومنهَجاً غيرَ ملحوظٍ بأبصارِ

 *إذا قطعنا رجاءَ النَّفسِ مِن فَرَجٍ فإننا قد قطعنا رحمةَ الباري

[] [] الرقـاد الطـويل [] []

كيف كان حال أهل الكهف بعد لجوئهم إليه، وحتى بعثهم الله من رقودهم في ضوء قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)؟ وكيف كان مقام الفتية في الكهف أكثر من ثلاثة قرون؟ توقفت عقارب الزمن داخل الكهف، إلا إنها بقيت دائرة خارجه كالخلايا والانسجه التي تحفظ في درجات حرارة منخفضة فتتوقف عن النمو وهي حية، وتعطلت المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة. الله جلّت قدرته أوقف وظيفة السمع فسيولوجياً ضمن وقف جميع الوظائف الفسيولوجية لأجسامهم بصفة وقتية، فلم تبصر العين بالرغم من كونها مفتوحة (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)، ولم تتحرك العضلات بالرغم من أنهم أحياء (وَنُقَلبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشمَالِ)، ولم تتغير هيئتهم على الرغم من مرور سنين عدداً عليهم بالكهف (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، وحالتهم هذه تقارب حفظ أعضاء الإنسان بطريقة وقف العمليات الحيوية والتي تتمّ غالباً بالتبريد، وهي تستخدم الآن بشكل واسع في العالم. (وَتَرَى الشمْسَ إِذَا طَلَعَت تزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ منْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مرْشِداً، وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَليْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) (17-18 الكهف). تميل الشمس عنهم حين طلوعها ولاحِظْ كلمة تزاور الدالة على قدرة الله في حركة مخلوقاته وانظر كلمة تقرضهم عند غروبها فلا تصيبهم البتة في حركتها بزوغاً وغروباً وقد قيل: تقرضهم: تنثر عليهم شعاعاً خفيفاً لإصلاح أجسادهم، وهم في فجوة من الكهف لا يتأذون بقرّ ولا حرّ عيونهم مفتحة، وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود يحركهم الله تعالى كي لا تأكل الأرض أجسادهم ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال يحرسهم كلبهم في مدخل الباب ماداً قائمتيه كأنه حي متوثب وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد.. تصوير بديع لهم في رقدتهم الطويلة هذه التي توهم من يراهم أنهم أحياء، مع إدخال الهيبة في قلوب من اطلع عليهم حيث يتجاوزهم مبتعداً عنهم، ومقامهم هذا دليل على قدرة الله تعالى في إماتتهم وحفظهم من التلف، وإخافة من ينظر إليهم، ثم على بعثهم، فسبحان الله مالك الملك، المتصرف في مخلوقاته كما يشاء. وتشير المراجع العلمية إلى أن التعرض للبرودة الشديدة يؤدّي إلى انخفاض كبير في درجة حرارة الإنسان، والشخص الذي انخفضت حرارته انخفاضاً كبيراً يصبح شبيهاً بالميت، إلا أنه يكون محمياً إلى حد ما من نقص الأوكسجين وانخفاض ضغط الدم وفشل الدورة الدموية، وفي حالات عديدة، فإن الشفاء التامّ قد يحدث؛ خاصة للشباب من هذه الحالات، ولهذا لا يجب اعتبار أي إنسان تعرّض للبرودة الشديدة وانخفضت درجة حرارته انخفاضاً شديداً ميتاً، وذلك حتى يتم إجراء الإسعافات اللازمة له، وقد أصبح اليوم لحفظ الأعضاء ضرورة كبيرة.

[] [] أول من فرض حصاراً إقتصاديا [] []

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل يقال له: ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة. وربط الصحابة ثمامة في سارية من سواري المسجد النبوي -أي: في عمود-ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد ثمامة بن أثال مربوطاً في السارية، فاقترب النبي صلى الله عليه وسلم منه، فإذا به يرى ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، ثمامة الذي أعلن الحرب بضراوة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى دينه،فاقترب النبي صلى الله عليه وسلم منه وقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! فقال ثمامة : عندي خير يا محمد ! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط من المال ما شئت. قول واضح صريح قوي: (إن تقتل تقتل ذا دم) يعني: إن قتلتني فاعلم بأن دمي لن يضيع هدراً ولن تفرط قبيلتي في هذا الدم. (وإن تنعم تنعم على شاكر)، أي: إن أحسنت إلي وأطلقت سراحي فلن أنسى لك هذا الجميل والمعروف ما حييت، فأنا رجل أصيل لا أنسى إحسان من أحسن إلي. (وإن كنت تريد المال فسل تعط من المال…) أي: أما إن كنت تريد المال والفدية فسل تعط من المال ما شئت. فتركه النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الصحابة أن يحسنوا إلى ثمامة . ثم دخل عليه في اليوم الثاني واقترب منه وقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! فقال: عندي ما قلت لك يا محمد! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دخل عليه في اليوم الثالث، فقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! قال عندي ما قلت لك يا محمد ! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة!!! وقد أبقاه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، ولم يأمر بإخراجه، ليستمع ثمامة القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليرى كيف يربي النبي الصحابة، وليرى كيف يتعامل الصحابة مع رسول الله، فالمسجد مدرسة تعلم فيها ثمامة في ثلاثة أيام عظمة هذا الدين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة !!! فانطلق ثمامة إلى حائط فاغتسل ثم عاد إلى المسجد النبوي ووقف بين يدي رسول الله وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله. ثم قال : يا رسول الله! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فأصبح وجهك الآن أحب الوجوه كلها، والله ما كان على الأرض دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان على الأرض بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك الآن أحب البلاد كلها إلي …. ثم قال:يا رسول الله! لقد أخذتني خيلك وأنا أريد العمرة، فبماذا تأمرني؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمره بإتمام العمرة .(فبشره) أي: بالجنة وانطلق ثمامة إلى مكة شرفها الله فجهر بالتلبية وهو القائل: ومنا الذي لبى بمكة محرماً * برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم فلما رفع صوته بالتلبية قام المشركون إليه: من هذا الذي يرفع صوته بالتلبية بين أظهرنا؟ فقاموا إليه وضربوه ضرباً شديداً حتى أنقذه أبو سفيان من بين أيديهم وقال: إنه ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة وأنتم تحتاجون إلى الحنطة من هذه البلاد، فتركوه، فلما سمع ذلك جلس ثمامة ، وقال: والله لا تصل إليكم بعد اليوم حبة حنطة (قمح )حتى يأذن فيها رسول الله. وكان ثمامة أول من فرض حصاراً اقتصادياً على الشرك وأهله في مكة، حتى أكلت قريش (العلهز) وهو وبر الإبل مع الجلد، يضعونه على النار ويأكلونه من شدة الجوع، حتى ذهب أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ يناشده الله والرحم أن يرسل إلى ثمامة ليخلي بينهم وبين الميرة، فرد عليه معدن الكرم وصاحب الخلق والأسوة الطيبة ورحمة الله للعالمين، وأرسل إلى ثمامة أن خل بينهم وبين الميرة (الطعام الذي يتقوتون به).

[] [] صـلاة ...ودعـاء [] []

قال السيد مرتضى الزبيدى فى شرح الأحياء عن بعض الصالحين . من كانت له حاجة فليعزم القلب على النية الصادقة الخالصة ويصلى أربع ركعات. يقرأ فى الأولى الفاتحة وسورة الإخلاص عشر مرات وفى الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص عشرين مرة وفى الثالثة الفاتحة وسورة الإخلاص ثلاثين مرة وفى الرابعة الفاتحة وسورة الإخلاص أربعين مرة وبعد الفراغ من الصلاة يقول سورة الإخلاص خمسين مرة والصلاة على النبى "صلى الله عليه وسلم " سبعين مرة ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم سبعين مرة. ثم يقول اللهم بنور وجهك وجلالك وبهذا الإسم الأعظم وبنبيك سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم " اسألك أن تقضي لى حاجتى وتبلغنى سؤالى وأملى ( ويسمى حاجته ) ثم يدعو بهذا الدعاء يستجاب له بإذن الله. ( بسم الله الرحمن الرحيم .الله. .الله. .الله . لا إله إلا الله بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام .اللهم إنى أسألك بأسمائك المطهرات المعروفات الميمونات المقدسات التى هى نور على نور، ونور فوق نور، ونورٌ تحت نور ، ونور السموات والأرض، ونور العرش العظيم .اسألك بنور وجهك وقوة سلطانك المبين وجبروتك المتين .الحمد لله الذى لا إله إلا هو بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام . ياالله. يالله .يارب.يارب.يارباه.يارباه.اغفر ذنوبى وانصرنى على أعدائى وأقضى حاجتى فى الدنيا والآخرة وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا) لا تنسونا من صالح دعائكم بالشفاء العاجل والصحة والعافية لمرضانا وتقبل الله منا ومنكم وقضى حوائجكم أجمعين .

[] [] ذكـرى ليلـة الإسـراء والمعـراج [] []

(يا صاحب المعراج فوق المنتهى لك وحدك الاسراء والمعراج ) هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسري من الفعل يسرى أو عرج من الفعل يعرج أم أنه قال اُسري به واُعرج به أي أن الله كان هو الفاعل ؟ الإسراء والمعراج معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم التي أثبتها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، ربما لا يستوعب البعض حدوثها لأن عقولهم قاصرة عن إدراك طلاقة قدرة الله عز وجل الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فعندما انصرف النبي ﷺ إلى مكة وأخبر أهل قريش الخبر، ارتد كثيراً ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر، فقالوا له هل لك يا أبي بكر في صاحبك يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ؟ فقال أبو بكر: إنكم تكذبون عليه ! قالوا بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس، فقال أبو بكر: والله لئن كان قالها فقد صدق، فما يعجبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر لياتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله ﷺ فقال: يا نبي الله. أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ قال نعم، قال يا نبي الله فصفه لي ؟ فإني قد جئته – فقال رسول الله فرفع لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله ﷺ يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئاً، قال صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى قال ﷺ لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق. وقيل أن الله أنزل في من ارتد عن إسلامه لذلك: قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً). ------------------------------------------------------------------------------------------------ وفيما يلى عرض أحداث ذكرى الإسراء والمعراج : تعددت آراء علماء السيرة في تحديد وقت ليلة الإسراء والمعراج، وكانت هذه الآراء تدور حول وقت وقوعها هل هو قبل البعثة أم بعدها، فقيل: إنّ وقوعها قبل البعثة من الآراء الشاذة، واكثر أهل العلم على أنها كانت بعد البعثة. ويُقصد بالإسراء انتقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليلاً مع جبريل -عليه السَّلام- من المسجد الحرام بمكَّة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس على دابَّة البُراق فى مدة قليلة لا تتجاوز جزءاً من الليل بالرغم من أنها مسافة تستغرق أربعين ليلة ولكنها قدرة الله تعالى على أن يطوى الزمان والمكان فهو خالقهما، أمَّا المعراج فهو صعودهما معاً من المسجد الأقصى إلى السَّماوات العُلا وكان كل ذلك فى ليلة واحدة، وقد ثبتت حادثة الإسراء والمعراج بالنُّصوص الشرعيَّة من القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة الشَّريفة. الإسراء جاء سرده في سورة الإسراء المعراج جاء سرده في سورة النجم مثَّلت حادثة الإسراء والمعراج تسليةً كبيرةً ومواساةً من الله -تعالى- لنبيِّه -عليه الصلاة والسلام-، وذلك بعد أن تعرَّض للرفض والطرد والأذى من قبل أهل الطائف؛ إذ إنَّ للطائف مكانة عالية، ولمَّا أراد الله -تعالى- أن يواسي نبيَّه الكريم من رفضهم له، صعد به إلى السَّماوات العُلا، ولمَّا منعت قريش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الطَّواف حول البيت الحرام، واساه ربُّه فجعله إماماً بالأنبياء في المسجد الأقصى ،وجديرٌ بالذكر أنَّ هذه الرحلة قد تجلَّت فيها العديد من آثار ومظاهر رحمة الله -تعالى- بنبيِّه الكريم -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث شاهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من آيات ربِّه الكُبرى ما علم بها أنَّ مآل دعوته هو النَّصر والنَّجاح، فرضي واطمأنَّ قلبه، وانشرح صدره، وزال ما به من همّ وغمّ، صلوات ربي وسلامه عليه. ..... وأخيراً نتضرع إلى المولى عز وجل ونقول : " اللهم إنا نسألك يسراً ليس بعده عسر، وغنى ليس بعده فقر، وسعادة ليس بعدها شقاء، يا الله لاتحوجني لأحد، ولاتجعلني عبئاً على أحد واجعلني غنياً بك عمن سواك، يارب إني أعُوذ بك من أذى الدُنيا وحيرة النفس وموت الضمير وسوء الخاتمة يارب العالمين " .

[] [] [[ للعنصريـة ... وجه آخر ]] [] []

المعنى إصطلاحيا هو تفضيل شخص على شخص و عدم المساواة بينهما من حيث الدين، اللغة، الجنس و اللون. وهذا ما نراه على مر العصور ومؤخرا من العالم الغربى تجاه قضايا المسلمين فى كل بقعة من بقاع الأرض . أمثلة على ذلك :

 1- الحرب الدائرة فى أوكرانيا أظهرت مدى العنصرية فى تعامل الدول المجاورة مع الطلاب واللاجئين العرب والمسلمين فالإهتمام كله منصب تجاه الأوكرانيين من توفير كافة ما يحتاجونه أما غيرهم من الجاليات العربية والمسلمين فملقون فى الشوارع يعاملون بكل مذلة ومهانة وهذا يحدث غصة فى القلب وتشوه فى النفس مما يدور من عنصرية فجة وغير مبررة تجاه هذا التعامل اللأخلاقى .

 2- أيضاً خرج مراسل فى قناة أجنبية يستنكر انتهاك بوتين لحقوق الإنسان بقتله أطفال أوكرانيا ذات البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر وأخذ يتغنى بجمال العرق والجنس واللون وكيف لهؤلاء أن يقتلوا؟ طبعاً نحن نرفض قتل أى كائن حى فكيف بقتل إنسان ولسنا من دعاة القتل إلا للمعتدى الغاصب، ولكن اسأل متعجباً هل هناك فروق جوهرية واضحة تميز الطفل الغربى عن الطفل العربى ؟! هل هو من سلالة نقية مثلا ؟! ألا يتساوون كأطفال فلسطين وسوريا والعراق وغيرهم أم أنهم من جنس فضائى وسلالة منتقاة من كوكب آخر ؟!

 3- قنوات إعلام الغرب لماذا لم تستنكر ما كان يحدث من قتل ودمار وخراب لدول أقحمت فى الحروب ولا حيلة لهم كأفغانستان والعراق وسوريا وآخرين تم التنكيل بكل ما فى الكلمة من معنى هجروا غصبا من أراضيهم كمسلمى الروهينجا وغيرهم.

 4-عدد الأطفال المسلمين الذين تم قتلهم على يد المحتل الأجنبى كثير يقدر بالآلاف ولا عزاء لهذا الدم الذى أريق بغير حق ، خذ بعض من إبداعات جرائم الأمريكان الذين يدعون حفاظهم على حقوق الإنسان والأطفال: جنديا امريكيا قتل ستة أطفال عراقيين في بغداد بسبب رجمهم دورية عسكرية أمريكية بالحجارة رفضا للاحتلال قتلهم بدم بارد لأنهم يطالبون بخروجهم من بلادهم ،ألا تعد هذه من جرائم الحرب أم أن المحكمة الجنائية الدولية تكيل بمكيالين تفرض عقوبات على من تشاء وقتما تشاء ولا تقيم وزنا لشعوب تم انتهاك حقوقهم بالكامل وما زالوا يعانون حتى اليوم من ويلات الحرب والدمار ،والغاصب المحتل لم يعاقب حتى بإستنكار، هذه هى الإذدواجية فى المعايير التى يبنون عليها قوانينهم وأحكامهم ، والحق يقال أن من لا يقيم لنفسه وزنا فلا وزن له ومن لا ينهض من عثراته فلا ينتظر أحدا يقدم له يد العون والمساعدة .

 5- العنصرية أيضاً انتشرت في مجتمعاتنا العربية فى الآونة الأخيرة فنجد الفوارق تتسع بين الأغنياء والفقراء فى المعاملة ، والدارسين بالمدارس والجامعات الخاصة والأجنبية وبين الدارسين بالمدارس والجامعات الحكومية ، العنصرية ياسادة متفشية حتى فى الجهاز الوظيفي للدولة فنجد موظف يتعالى على آخر بداعى خبراته وتعليمه وترقيه بدرجات أعلى وظيفيا ، العنصرية والتنمر بين الفوارق الجسمانية والعقلية ،العنصرية بين فئة العسكرى والمدنى ،العنصرية وصلت إلى طريقة وأسلوب المعيشة والمكان والمدينة التى تقطن فيها وليس هذا بأدعى من جاهليات القرون المنصرمة التى قضى عليها الإسلام وكسر أصنامها نحن اليوم نرممها ونحييها من جديد دون أن ندرى ،كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يُعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة وهم عكس ذلك تماماً. 

ولا أجد أفضل من قول لرسول الله" صلى الله عليه وسلم عندما " كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لَلْأَنْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ !! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ . فَقَالَ : ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) .

[] [] لا تبذل نفسـك [] []

لا تبذل نفسك لمن لا يعرف قدرك، ولا تستودع سرّك من لا يحفظ عهدك، ولا تمنح ودّك من لا يستأهل قلبك ، ولا تعطى من لا يستحق أكبر من حجمه فيتمرد عليك وعلى الجميع. وصدق الإمام الشافعي رحمه الله: إن أظلم الناس لنفسه من رغب في مودة من لا يراعي حقه !!

[] [] قصة راعى الغنـم وسيدنا سليمـان [] []

كان لسيدنا سليمان بن داوود"عليه السلام" راعى يرعى الغنم له فأتى عليه ذئب ،وقال له أعطني غنمة .فقال له الراعي: الغنم لسيدنا سليمان بن داوود ،وما أنا إلا حارس عليها وراعيها ،فقال له الذئب: إذهب لسيدنا سليمان واسأله أن يعطيني غنمة، فقال له الراعي :أخاف اذا انا ذهبت تهجم أنت على الغنم، فقال الذئب: أنا سأحرس الغنم حتى تعود وإذا خنتك سأكون من تاسع جيل (يعني جيلنا للأسف) لا سمح الله. فذهب الراعي وعندما مشى مسافة رأى بقرة ترضع من عجلة فتحير وقال يا سبحان الله هذه عجيبة ما رأيت مثلها. سأسال سيدي سليمان عن تفسيرها ثم إستمر في المسير وبعد قليل رأى أشخاصا جالسين وعليهم ملابس باليه ممزقة والذهب مطروح حولهم وبين أيديهم أكياس من الذهب فتحير وفكر وقال في نفسه ياسبحان الله هذه أيضا عجيبة ما رأيت مثل هذا معهم الذهب وهم فقراء ثم إستمر في المسير فرأى من بعيد نبعة ماء جارية وسمع خرير الماء فأتجه نحوها ليشرب ولما أقترب شم رائحة كريهة فإذا الماء رائحته قذرة فتراجع حيران وهو يقول يا سبحان الله هذه أيضا عجيبة ماء جارية وبهذه الصفة لو كانت ماء راكدة وقذرة ما عجبت . سأسأل سيدي سليمان عن تفسيرها. ثم إستمر بالسير حتى وصل عند سيدنا سليمان فسلم عليه وأبلغه عن طلب الذئب فقال له اسمح له ان يأخذ ويختار غنمة ويأكلها فقال له الراعي الأمر أمرك ،وإني أريد أن أسألك يا سيدي عن عجائب رأيتها في الطريق رأيت أولا بقرة ترضع من عجلة، فقال سيدنا سليمان هذا سيصير في آخر الزمان الأمهات ستجلب البلاء لبناتها لتكتسب من معاشها. فقال الراعي :ورأيت أيضا أغنياء بين أيديهم ذهب وملابسهم بالية، فقال سيدنا سليمان: هؤلاء قطاع طرق ولصوص وكل مال أتى من حرام فهو منزوع البركة وسيكثر في آخر الزمان المال الحرام وتقل القناعة وترتفع البركة. فقال الراعي ورأيت أيضا ماء جارية وكنت عطشان فتقدمت لأشرب فوجدتها ذات رائحة كريهة قذرة فهربت من رائحتها. 

فقال سيدنا سليمان (( هذا معظم أهل الدين في تالي الزمان تراهم من بعيد بزي الدين فتقترب منهم لتستفيد ما يقربك إلى الله فتجدهم متعلقين في الدنيا والشهوات )) 

((فقال الراعي نعوذ بالله.من أهل تالي ذلك الزمان)) ثم طلب الدعاء من سيدنا سليمان ورجع إلى الأغنام فوجد الذئب يحرس الغنم فقال له سمح لك سيدنا سليمان أن تختار غنمة وتأخذها فنظر الذئب إلى الأغنام فرأى غنمة جانبا" مريضة وضعيفة فأخذها فقال له الراعي لما أخترت هذه فقال له الذئب لأنها ((غافلة عن تسبيح ربها)) (( إن من يغفل عن تسبيح ربه هو في بلاء عظيم فلنستيقظ ولا نرضى لأنفسنا بالغفلة عن ذكر المولى كل شخص معرض للخطأ وجل من لا يخطي ولكن من تاب واهتدى للطريق الصحيح فالله غافرا له ذنبه .

 فاللَّهُمَّ لا تجعلنا من الغافلين عن ذكرك واجعل ألسنتنا رطبة بذكرك وحمدك وتسبيحك وقلوبنا مليئة بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على ما تشاء قدير .

[] [] قصـة الشيطان والوتـد [] []

يقال أن شيطانا أراد الرحيل من مكان كان يسكن فيه مع أبنائه ،فرأى أحد أولاده خيمة فقال: لا أُغادرن حتى أفعلن بهم الأفاعيل. فذهب إلى الخيمة،فوجد بقرة مربوطة بوتد،ووجد امرأة تحلب هذه البقرة وولدها بجانبها،فقام فحرك الوتد فخافت البقرة وهاجت فانقلب الحليب على الأرض ودهست ابن المرأة فقتلته دهسآ ،فغضبت المرأة فدفعت البقرة وضربتها بشدة وطعنتها بالسكين طعنا مميتا فسقطت البقرة وماتت ،فجاء زوجها فرأى طفله والبقرة على تلك الحال فطلق زوجته وضربها ،فجاء قومها فضربوه ،فجاء قومه فاقتتلوا واشتبكوا فتعجب الشيطان فسأل ولده ويحك ما الذي فعلت ؟؟؟ قال لا شيء فقط ( حركت الوتد ) . وهكذا يظن الأغلب من الناس أنهم لا يفعلون شيئا وهم لا يعلمون أن بضع كلمات فقط بضع كلمات من الوشاية والفتنة والغيبة والنميمة تقلب حالا رأسا على عقب فتسبب خلافا وتشعل مشاكلا وتقطع أرحاما وتشحن أجواءا وتخطف فرحة وتقضي على بهجة وتكسر قلوبا وتطلق زوجات وتيتم أطفالا وتريق دماءا ويظن القائل بعدها أنه لم يفعل شيئا !!! فاعقلوا القول والفعل قبل فوات الأوان يرحمكم الله.

السبت، 16 أبريل 2022

¤[] [[ وليمـة الصلـح ]] []¤

اختلف أسدان فى غابة ، وكان بجوارهما خروف وغزال ، تطوع الخروف للحكم بينهما وقال لأحد السَّبعين: أرى أنك أنت من بدأ الخصومة وعليك أن تعتذر ،لكن الغزال خالفه الرأى وقال: إن الظالم الذى تجاوز فى حده هو السَّبعُ الآخر حيث تعامل مع ابن جلدته بفائض من الغطرسة والقوة ، تبادل الأسدان النظرات الماكرة وساءهما أن يفتى لهما خروف يتذاكى وغزال يتباهى ،واتفقا سريعًا على القسمة فانقضا فى لحظات وجعلا أنيابهما فى أوردة الضحيتين اللتين كانتا وليمة الصلح بين ملوك الغابات. 

المغزى من القصة : 

* الصمت هو صديق لا يخون أبدا. 

* الحرب ليست حربك والصلح ليس من حدك ، فامش فى طريقك لا تلتفت ولا تنظر إلى الوراء فيصيبك لهيبها وتنكوى بلظاها فتتدحرج كوليمة على موائدها . 

*الكثير من الناس يحسبون أنهم يفهمون ما يتخيلون ولا يعرفون أنهم فى غيابات الجب ولا يستوعبوا الحقيقة إلا بعد فوات الأوان وانقضاء الأمر . *الجحيم أن ترى الصواب بعد فوات الأوان .

[] [] رســالة لعِجاف القلـوب [] []

هناك فرق بين النقد والحقد وبين النصيحة والفضيحة وبين التوجيه والوصاية حياة الناس لم تدون باسمك لتخبرهم كيف يعيشون ، لا علاقة بنواياك الحسنة حين تكون أفعالك سيئة ولا شأن بجميل روحك ما دام لسانك مؤذيا ، أنا أعاملك بما أراه مناسبا ولا يهمنى أن تبدى رأيك فى ذلك فلست ملزما أن تتقبلنى ، ولست ملزما أن أنافق من أجلك ، كلا يفعل ما يراه مناسبا فلم نأتى إلى الدنيا ليحقق منا توقعات الآخر فأنت أنت -وأنا أنا - لو تلاقى طريقانا بالصدفة فهذا جميل ، لو لم يتلاقيا فهذه طبائع الأمور .

[] [] الغنــى والفقيــر [] []

يروى الأديب البصرى :مصطفى لطفى المنفلوطى تجربة عاشها ذات يوم قائلا : مررتُ ليلة أمس برجل بائسٍ فرأيتُه واضعًا يده على بطنه كأنما يشكو ألَمًا، فرثَيْت لحاله، وسألته ما باله؟ فشكا إليَّ الجوعَ، ففثَأْتُه عنه أى سكنت جوعه، ثم تركتُه وذهبتُ إلى زيارة صديق لي من أرباب الثراء والنعمة، فأدهشني أني رأيتُه واضعًا يدَه على بطنه، وأنه يشكو من الألم ما يشكو ذلك البائسُ الفقير، فسألتُه عما به، فشكا إليَّ البِطْنةَ، فقلت: يا للعجب! لو أعطى الغنيُّ الفقيرَ ما فضَل عن حاجته من الطعام ما شكا واحدٌ منهما سَقَمًا، ولا ألَمًا، لقد كان جديرًا به أن يتناول من الطعام ما يُشبِع جَوْعته، ويطفئ غلّته، ولكنه كان محبًّا لنفسِه، مغاليًا بها، فضمَّ إلى مائدته ما اختلسه من صَفْحة الفقير، فعاقبه الله على قسوتِه بالبِطْنة حتى لا يهنأ للظالم ظلمُه، ولا يطيبَ له عيشه، وهكذا يصدُق المثَلُ القائل: بِطنة الغنيِّ انتقامٌ لجوع الفقير. ما ضنَّت السماءُ بمائها، ولا شحَّت الأرض بنباتها، ولكن حسد القويُّ الضعيفَ عليهما فزواهما أى منعهما إياه واحتجَنهما دونه أى استأثر بهما لنفسه، فأصبح فقيرًا معدِمًا، شاكيًا متظلِّمًا، غُرَماؤه المياسير الأغنياء، لا الأرض والسماء. ليتني أملِكُ ذلك العقلَ الذي يملِكه هؤلاء الناس، فأستطيع أن أتصورَ كما يتصورون حجة الأقوياء في أنهم أحقُّ بإحراز المال، وأَولى بامتلاكه من الضعفاء، إن كانت القوةُ حجَّتهم عليهم، فلمَ لا يملِكون بهذه الحجة سَلْبَ أرواحهم، كما ملَكوا سلبَ أموالهم، وما الحياة في نظر الحي بأثمَنَ قيمةً من اللقمة في يد الجائع، وإن كانت حجتهم أنهم ورِثوا ذلك المال من آبائهم، قلنا لهم: إن كانت الأبوةُ علةَ الميراث، فلمَ ورِثْتم آباءكم في أموالهم، ولم ترِثوهم مظالِمهم، فلقد كان آباؤُكم أقوياءَ، فاغتصَبوا ذلك المالَ من الضعفاء، وكان حقًّا عليهم أن يردُّوا إليهم ما اغتصبوا منهم، فإن كنتم لا بد وُرَثاءَهم، فاخلُفوهم في ردِّ المال إلى أربابه، لا في الاستمرار على اغتصابِه. ما أظلَمَ الأقوياءَ من بني الإنسان! وما أقسى قلوبَهم!

[] [] الأســد والحمـار [] []

مَرَّ ذئبٌ بأسدٍ فوجده مهموماً، سأله ما بال الملك مكتئباً!؟ أجاب الأسدُ :كيف لا أكتئبُ وقد أصبحت وحيداً بعد أن نفرت مني حيوانات الغابة خوفاً! فقال الذئب: عندي لك حيلة، أربطك إنْ وافقتَ على الشجرة هناك، فتألفك الرعية، ويجالسك القاصي والداني!.. وافق الملكُ في لحظة غفلةٍ ليتحول إلى سخرية الموسم! أسدٌ مربوط يرفسه هذا بلؤمٍ، ويقذفه ذاك بسوء، فتضاعف حزنه إلى أن مرَّ به حمارٌ وقال: يا للعجب!!!! ملكٌ مُقَيَّدٌ ورَعيّة تلهو به! ما خطبُ سيدنا؟ أجاب الأسد: ماذا أقول يا حمارنا الحبيب، حيلة وقد مرغوا بها أنفي... فانتفض الحمار نخوة، سرحتك من قيدك إن شئت. ردَّ الملك..وهل يرضى ذو عزة بالقيود؟! ففكّه الحمار ليجمع الأسد فوراً متاعه إيذانا بالرحيل عن مملكته!.. اعترضت الأرانب على هجرته!... فردَّ عليها: أنا لا أبقى في وطنٍ تُقَيِّدُ فيه الذئابُ الأسودَ، وتَفكُ فيه الحميرُ القيودَ.

 الحكمة من تلك القصة: 

* عدم تآلف المصالح بين طرفين أقوياء فى ذات المورد والمكانة لحدوث الصراع وعدم السيطرة دائماً على مقاليد الأمور.

 *عدم الإنصياع لأمور قد تودى بمكانتك وتقلل من شأنك.

 * ليس كل من يعطيك نصيحة أو رأى يريد لك الخير فقد تكمن مكامن الشيطان فى داخل ما يقول فتقع فى براثن الهلكة .

 *لا تجعل من نفسك أضحوكة لدرجة أن تجعل الحمير تراك ضعيفا فتساعدك على النهوض إيذاناً بالرحيل .

[] [] أمـــة لا تمـوت [] []

إن هذه الأمة تمرض لكنّها لا تموت ،و تغفـو لكنّها لا تنـام،وتخبو لكنها لا تطفأ أبداً ، فـلا تيأسوا فإنكم سترون عزّكم ، متى عدتم لربكم. "بن باز" ومن شواهد ذلك حين غزا التتار ديار المسلمين ودخلوها كالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم دمروا المدن وخربوا العمران وأسالوا الدماء وأسقطوا الخلافة وعطلوا الصلوات وألقوا أسفار المكتبات في نهر دجلة حتى اسودّ ماؤه من كثر ما سال من مداد الكتب حتى أصبحت حضارة الإسلام والبشرية مهددة من هذا الغزو الوحشي الذي لا يبقي ولا يذر والذي يذكر بما جاء في وصف يأجوج ومأجوج حتى أحجم بعض المعاصرين للحدث عن الكتابة فيه منهم ابن الأثير رحمه الله الذي يقول: "ليت أمي لم تلدني ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا". مما رأى من هول الفاجعة التي حلت بالمسلمين . ظن اليائسون حينها أن راية الإسلام نكست ولن ترتفع بعد ذلك اليوم أبداً وأن أمة الفتح والنصر قد حقت عليها الهزيمة فهيهات أن تعود إلى الميدان من جديد، ولم يمض سوى سنوات حتى تحققت معجزة الإسلام.. فإذا بهؤلاء الجبابرة الغازين للإسلام يغزوهم الإسلام فتسقط سيوفهم في صف المؤمنين تحت تأثير العقيدة الإسلامية فإذا بهم يدخلون في دين المغلوبين على خلاف ما هو معروف أن المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب المنصور ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(الروم:4) 

وقال الشاعر:- 

لا تيأسوا أن تستردّوا عزكم فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى 

وتجشموا للعز كل عظيمة إني رأيت العز صعب المرتقى

[] [] ويضيــع العمــر [] []

قصيدة للشاعر فاروق جويدة أحببت أن أشاركها معكم عسى الكلمات أن تطفىء بعضًا مما يختلج فى النفس من أنين على فوات ما مضى من العمر فى اللاشىء،وربما تكون يقظة وصحوة لمن تاه وأختبأ فى جواهل نفسه.

 *يا رفيقَ الدَّرب .. تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب 

 * يا رفيقَ العمر.. ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب

 * آهِ من أيّامنا الحيرى.. توارتْ .. في التراب 

 * آهِ من آمالِنا الحمقى.. تلاشتْ كالسراب

 * يا رفيقَ الدَّرْب.. ما أقسى الليالي

 *عذّبتنا .. حَطَّمَتْ فينا الأماني 

 * مَزَّقَتْنا.. ويحَ أقداري

 * لماذا .. جَمَّعَتنا ..في مولدِ الأشواق 

 * ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا 

* لا تسلني يا رفيقي.. كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا

 * نحن في الدنيا حيارى

 * إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا 

 * حبّنا نحياه يوماً 

* وغداً .. لا ندرِ أينَ !! 

* لا تلمني إن جعلتُ العمرَ أوتاراً .. تُغنّي 

 * أو أتيتُ الروضَ منطلقَ التمنّي 

 * فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ 

 * إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي 

 * هل ترى في العمر شيئاً غير أيامٍ قليلة

 * تتوارى في الليالي.. مثل أزهارِ الخميلة 

* لا تكنْ كالزهرِ.. في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر 

 * مثلما تُلقي الليالي..عُمْرَنا .. بين الحُفَر 

 *فكلانا يا رفيقي..من هوايات القَدَر 

 * يا رفيقَ الدَّرْب.. تاهَ الدربُ مني رغمَ جُرحي رغمَ جُرحي .. سأغنّي