أمر الحجاج بن يوسف أن يُقبض على رجل، فلم يجدوا الرجل فقبضوا على أخيه، فقال المقبوض عليه: دعوني أكلم الخليفة – فلما كلمه قال:-.
إن
هؤلاء أرادوا أخي فلم يجدوه فأخذوني، وهدموا داري
فقال له الحجاج: ألم تسمع قول الشاعر:
"جانيك من يجني عليك وربما -- تعدى الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ـ ـ وقد نجا المقارف صاحب الذنب"
فقال الرجل:- مهلا أيها الخليفة، فإني سمعت الله يقول غير ذلك
قال الحجاج وماذا يقول الله عز وجل؟
قال الرجل يقول الله عز وجل عن إخوة يوسف:-* قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ *
ففزع الحجاج وقال: فكوا أسره – وأطلقوا سراحه --وابنوا له داره، وظل يردد: صدق الله وكذب الشاعر *** صدق الله وكذب الشاعر.