Social Icons

الأحد، 22 يناير 2023

معلقة امرئ القيس ( من الطويل )

1) قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخولِ فَحَوْمَلِ

 2) فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِما نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْأَلِ

 3) تَرَى بَعَرَ الآرامِ فِي عَرَصاتِها وَقِيْعـانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

 4) كَأَنِّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا لَدَى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

 5) وُقُوْفًا بِها صَحْبي عَلَّي مَطِيَّهُـمْ يَقولونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّـلِ

 6) وَإِنَّ شِفـائِيَ عَبْـرَةٌ مُهَراقَـةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

 7) كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهـا وَجـارَتِها أُمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَـلِ

 8) إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُما نَسِيْمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ

 9) فَفاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبابَةً عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

 10) أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صالِـحٍ وَلا سِيَّما يَوْمٍ بِدارَةِ جُلْجُـلِ

 11) وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذارَى مَطِيَّتِـي فَيا عَجَبًا مِنْ كُوْرِها المُتَحَمَّـلِ

 12) فَظَلَّ العَذارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِها وَشَحْمٍ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

 13) وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ فَقالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي

 14) تَقُولُ وَقَدْ مالَ الغَبِيْطُ بِنا مَعًـا عَقَرْتَ بَعِيْرِي يا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

 15) فَقُلْتُ لَها سِيْرِي وَأَرْخِي زِمامَـهُ وَلا تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَناكِ المُعَلَّـلِ

 16) فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِـعٍ فَأَلْهَيْتُهـا عَنْ ذِي تَمائِمَ مُحْـوِلِ

 17) إِذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِها انْصَرَفَتْ لَهُ بِشِـقٍّ وَتَحْتِي شِقُّها لَمْ يُحَـوَّلِ

 18) وَيَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لَمْ تَحَلَّـلِ

 19) أَفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذا التَّدَلُّـلِ وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

 20) وَإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنّي خَلِيقَـةٌ فَسُلِّـي ثِيـابِي مِنْ ثِيابِكِ تَنْسُـلِ

 21) أَغَـرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي وَأَنَّـكِ مَهْما تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

 22) وَما ذَرَفَـتْ عَيْناكِ إِلّا لِتَضْرِبِـي بِسَهْمَيْكِ فِي أَعْشارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

 23) وَبَيْضَـةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِها غَيْرَ مُعْجَـلِ

 24) تَجاوَزْتُ أَحْراسًا إِلَيْها وَمَعْشَـرًا عَلَيَّ حِراصًا لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

 25) إِذا ما الثُّرَيّا فِي السَّماءِ تَعَرَّضَتْ تَعَـرُّضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّـلِ

 26) فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيابَهـا لَـدَى السِّتْرِ إِلّا لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ

 27) فَقالـَتْ: يَمِيْنُ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ وَما إِنْ أَرَى عَنْكَ الغِوايَةَ تَنْجَلِـي

 28) خَرَجْتُ بِها تَمْشِي تَجُرُّ وَراءَنا عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

 29) فَلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَـى بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقافٍ عَقَنْقَلِ

 30) هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِها فَتَمايَلَـتْ عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيّا المُخَلْخَـلِ

 31) مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ

 32) كَبِكْرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفْرَةٍ غَذاها نَمِيْرُ الماءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ

 33) تَـصُدُّ وَتُبْدِي عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقي بِـناظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

 34) وَجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفاحِـشٍ إِذا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلا بِمُعَطَّــلِ

 35) وَفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أَسْوَدَ فاحِــمٍ أَثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

 36) غَـدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إِلَى العُــلا تَضِلُّ العِقاصُ فِي مُثَنًّى وَمُرْسَــلِ

 37) وَكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ وَسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ

 38) وَتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهـا نَؤُوْمُ الضُّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

 39) وَتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ أَسارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَساوِيْكُ إِسْحِـلِ

 40) تُضِـيْءُ الظَّلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّها مَنارَةُ مُمْسَى راهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ

 41) إِلَى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبابَــةً إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ وَمِجْـوَلِ

 42) تَسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عَنِ الصِّبا وَلَيْـسَ فُؤادِي عَنْ هَواكِ بِمُنْسَـلِ

 43) أَلّا رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

 44) وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

 45) فَقُلْـتُ لَهُ لَمّا تَمَطَّـى بِصُلْبِـهِ وَأَرْدَفَ أَعْجازًا وَناءَ بِكَلْكَــلِ

 46) أَلا أَيُّها اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ أَلا انْجَلِــي بِصُبْحٍ وَما الإِصْباحُ مِنْكَ بِأَمْثَــلِ

 47) فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ بِكُلِّ مَغارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بِيَذْبُلِ

 48) كَأَنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ في مَصامِها بِـأَمْراسِ كَتّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

 49) وَقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصامَهــا عَلَى كاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

 50) وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

 51) فَقُلْـتُ لَهُ لَمّا عَوَى:إِنَّ شَأْنَنا قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمّا تَمَــوَّلِ

 52) كِلانا إِذا ما نالَ شَيْئًا أَفاتَـهُ وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وَحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

 53) وَقَـدْ أغْتَدِي وَالطَّيْرُ فِي وُكُناتِها بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوابِدِ هَيْكَــلِ

 54) مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعًا كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

 55) كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللِّبْـدُ عَنْ حالِ مَتْنِـهِ كَما زَلَّـتِ الصَّفْـواءُ بِالمُتَنَـزِّلِ

 56) عَلَى الذَّبْلِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اهْتِزامَهُ إِذا جاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ

 57) مِسَحٍّ إِذا ما السّابِحاتُ عَلَى الوَنَى أَثَرْنَ الغُبـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ

 58) يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عَنْ صَهَـواتِهِ وَيُلْوِي بِأَثْوابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

 59) دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ

 60) لَهُ أَيْطَـلا ظَبْـيٍ وَساقا نَعـامَةٍ وَإِرْخاءُ سَرْحانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ

 61) ضَلِيْعٍ إِذا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

 62) كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذا انْتَحَـى مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

 63) كَأَنَّ دِماءَ الهَادِياتِ بِنَحْـرِهِ عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ

 64) فَعَـنَّ لَنا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعاجَـهُ عَـذارَى دَوارٍ فِي مُلاءٍ مُذَيَّلِ

 65) فَأَدْبَرْنَ كَالجَزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ بِجِيْدِ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوِلِ

 66) فَأَلْحَقَنا بِالهادِياتِ وَدُوْنَـهُ جَواحِرُها فِي صرَّةٍ لَمْ تَزَيَّلِ

 67) فَعادَى عِداءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَـةٍ دِراكًا وَلَمْ يَنْضَحْ بِماءٍ فَيُغْسَـلِ

 68) فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَيْنِ مُنْضِجٍ صَفِيـفَ شِواءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ

 69) وَرُحْنا يَكادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ مَتَى ما تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ

 70) فَباتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ وَلِجامُـهُ وَباتَ بِعَيْنِـي قائِمًا غَيْرَ مُرْسَـلِ

 71) أَصاحِ تَرَى بَرْقًا أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ

 72) يُضِيْءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ راهِـبٍ أَمالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبالِ المُفَتَّـلِ

 73) قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضـارِجٍ وَبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَما مُتَأَمَّـلِ

 74) عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتارِ فَيَذْبُـلِ

 75) فَأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ يَكُبُّ عَلَى الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

 76) وَمَـرَّ عَلَى القَنّانِ مِنْ نَفَيانِـهِ فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ

 77) وَتَيْماءَ لَمْ يَتْرُكْ بِها جِذْعَ نَخْلَـةٍ وَلا أُطُمًا إِلّا مَشِيْدًا بِجِنْـدَلِ

 78) كَأَنَّ ثَبِيْـرًا فِي عَرانِيْـنِ وَبْلِـهِ كَبِيْـرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

 79) كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً مِنَ السَّيْلِ وَالغُثّاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

 80) وَأَلْقَى بِصَحْـراءِ الغَبِيْطِ بَعاعَـهُ نُزُوْلَ اليَمانِي ذِي العِيابِ المُحَمَّلِ

 81) كَأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِـواءِ غُدَيَّةً صُبِحْنَ سُلافًا مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ

 82)كَأَنَّ السِّباعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً بِأَرْجائِهِ القُصْوَى أَنابِيْشُ عُنْصُـلِ