Social Icons

السبت، 26 أغسطس 2023

[] [ ** صدق الله وكذب الشاعر ** ] []

 أمر الحجاج بن يوسف أن يُقبض على رجل، فلم يجدوا الرجل فقبضوا على أخيه، فقال المقبوض عليه: دعوني أكلم الخليفة – فلما كلمه قال:-.

إن هؤلاء أرادوا أخي فلم يجدوه فأخذوني، وهدموا داري 

فقال له الحجاج: ألم تسمع قول الشاعر:

 "جانيك من يجني عليك وربما -- تعدى الصحاح مبارك الجرب

ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ـ ـ وقد نجا المقارف صاحب الذنب"



فقال الرجل:- مهلا أيها الخليفة، فإني سمعت الله يقول غير ذلك

قال الحجاج وماذا يقول الله عز وجل؟

قال الرجل يقول الله عز وجل عن إخوة يوسف:-* قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ *

ففزع الحجاج وقال: فكوا أسره – وأطلقوا سراحه --وابنوا له داره، وظل يردد: صدق الله وكذب الشاعر *** صدق الله وكذب الشاعر.

[] *حال الإمام أحمد بن حنبل مع القرآن والصلاة * []


قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يقرأ القرآن في كل أسبوع ختمتين ، إحداهما بالليل ، والأخرى بالنهار .
وقد ختم الإمام أحمد القرآن في ليلة واحدة بمكة ، مصلياً به .
وقال عبد الله بن أحمد:كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة .
فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته ، فكان يصلي كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة .

فيا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله ، ووأسفا على ما ذهب من أعمارنا في غير مرضاة الله ، ويا لمزيد الأسى والأسف على حالنا مع كتاب ربنا ؟

" الإمام( أحمد بن حنبل) و السجان "


عاش الإمام أحمد في عصر المأمون ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل. في هذه العصور، كانت صولة المعتزلة و جولتهم في أعلى ذروتها لاسيما في عصر المأمون. وكان المأمون تلميذاً لأبي هذيل العلام من رؤساء المعتزلة، فافتُتِنَ بالفلسفة اليونانية. واستغل هذه الصلة أحمد ابن أبي ذؤاد المعتزلي المتعصب وراح يكلم المأمون ويتودد إليه حتى عيَّنه وزيراً خاصاً له ومستشاراً.
الإمام أحمد كان بعيداً عن الفلسفة وعن الإعتزال وفي هذه الأثناء قال المعتزلة بخلق القرآن أي أنَّ القرآن حادث مخلوق وليس كلام الله الأزلي القديم وتبنى المأمون هذا القول، تم بعده المعتصم .
وقتل الكتير من العلماء وسجن العديد من معارضي قول المعتزلة و منهم الإمام إبن حنبل ، فسجن وعذب وضرب بالسياط و في سجن الإمام إبن حنبل جاءه السجان فقال له يا إمام : الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم هل هو صحيح قال : نعم قال السجان : وأنا من أعوان الظلمة ؟
قال له إبن حنبل : أعوان الظلمة من يأخذ شعرك(الحلاق) ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك أما أنت فمن الظَّلَمَة أنفسهم .
الله أكبر! ما أعظم العلم! وما أهم الفقه! وما أجل مكانة العالم إذا ثبت على السنة! لم تستمله العواطف، ونظر بعين الحكمة في مصالح الأمة.
ولقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ والصبر أمام الفتن، لقد أوذي وسجن، وضرب وأهين؛ فلم تلين له قناة، وبذل مهجته في سبيل الله، ولم يتزحزح عن حقٍ يراه ولو كلفه حياته، وهذه دروسٌ للعلماء والدعاة في كل زمانٍ ومكان.
إن الأمام أحمد صار مثلاً سائراً ، يضرب به المثل في المحنة والصبر على الحق ، فإنه لم يكن يأخذه في الله لومة لائم ، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه في لسان كل أحد ، فيقال : قال الإمام أحمد ، وهذا مذهب الإمام أحمد ، لقوله تعالى :{ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } .
قال قتيبة : لولا الثوري لمات الورع ، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين ، قيل لقتيبة : تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين ؟ فقال : إلى كبار التابعين .
قال ابن المديني : ليس في أصحابنا أحفظ منه .
وقال محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : سمعت أبي يقول : أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه .
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمة واسعة ورضى الله عنه وأرضاه .