Social Icons

السبت، 26 أغسطس 2023

" الإمام( أحمد بن حنبل) و السجان "


عاش الإمام أحمد في عصر المأمون ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل. في هذه العصور، كانت صولة المعتزلة و جولتهم في أعلى ذروتها لاسيما في عصر المأمون. وكان المأمون تلميذاً لأبي هذيل العلام من رؤساء المعتزلة، فافتُتِنَ بالفلسفة اليونانية. واستغل هذه الصلة أحمد ابن أبي ذؤاد المعتزلي المتعصب وراح يكلم المأمون ويتودد إليه حتى عيَّنه وزيراً خاصاً له ومستشاراً.
الإمام أحمد كان بعيداً عن الفلسفة وعن الإعتزال وفي هذه الأثناء قال المعتزلة بخلق القرآن أي أنَّ القرآن حادث مخلوق وليس كلام الله الأزلي القديم وتبنى المأمون هذا القول، تم بعده المعتصم .
وقتل الكتير من العلماء وسجن العديد من معارضي قول المعتزلة و منهم الإمام إبن حنبل ، فسجن وعذب وضرب بالسياط و في سجن الإمام إبن حنبل جاءه السجان فقال له يا إمام : الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم هل هو صحيح قال : نعم قال السجان : وأنا من أعوان الظلمة ؟
قال له إبن حنبل : أعوان الظلمة من يأخذ شعرك(الحلاق) ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك أما أنت فمن الظَّلَمَة أنفسهم .
الله أكبر! ما أعظم العلم! وما أهم الفقه! وما أجل مكانة العالم إذا ثبت على السنة! لم تستمله العواطف، ونظر بعين الحكمة في مصالح الأمة.
ولقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ والصبر أمام الفتن، لقد أوذي وسجن، وضرب وأهين؛ فلم تلين له قناة، وبذل مهجته في سبيل الله، ولم يتزحزح عن حقٍ يراه ولو كلفه حياته، وهذه دروسٌ للعلماء والدعاة في كل زمانٍ ومكان.
إن الأمام أحمد صار مثلاً سائراً ، يضرب به المثل في المحنة والصبر على الحق ، فإنه لم يكن يأخذه في الله لومة لائم ، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه في لسان كل أحد ، فيقال : قال الإمام أحمد ، وهذا مذهب الإمام أحمد ، لقوله تعالى :{ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } .
قال قتيبة : لولا الثوري لمات الورع ، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين ، قيل لقتيبة : تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين ؟ فقال : إلى كبار التابعين .
قال ابن المديني : ليس في أصحابنا أحفظ منه .
وقال محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : سمعت أبي يقول : أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه .
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمة واسعة ورضى الله عنه وأرضاه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق