Social Icons

السبت، 21 يناير 2012

نوادر جحا مع زوجتة


جحـــا وزوجتـــه


جحا رجلٌ مهتم بأمور الدين وأمورِ الناس.. ومشغولٌ بفلسفته وعلمه لكن امرأة جحا دائماً تمثلُ الجانبَ الآخر.. فَهى امرأةُ جاهلةٌ..معاندةٌ.. صعبةُ القياد.. قويةٌ على جحا..
ولهذا كان جحا يخافُ زوجتَه .. ويخافُ صوتَها العالى.. وغضبَها.. وكان يتجنبُ النقاشَ معها.. ويفضلُ أن يتحمَّل أىَّ شىء.. ولا يقعُ تحت طائلةِ غضبِها وعنادِها.. ومواقفُ زَوجة جحا.. مواقفُ نادرةٌ أيضاً.. تحملُ كثيراً من الفكاهَةِ والحمق.. والثورةِ والغضبِ بلا سببٍ معقول..

وجحا.. تزوجَ كثِيراً.. تزوجَ الحمقاء.. وتزوجَ الحولاء.. وتزوج مرة ومرتين.. وتزوجَ القبيحَة.. والجميلة.. جرَّب الزواجَ بكل هذه النوعياتِ من النساء.. وله مع كل منهن تجاربهُ.. وحياتُه ومواقفه.. ويضيقُ جحا أحياناً بامرأتِه.. فيتمنى لها الموتَ.. ويفلسف ذلك بفلسفته الخاصَة..

إن نوادِرَ جحا مع زوجته كثيرة.. نختارُ منها هذه النوادر التى ترسمُ شخصيَة جحا.. ومواقفَه مع زوجتِه.. أو زوجاتِه..

أريد‏ الإجـــابة
كان جحا حريصاً على تجنُّبِ غضبِ زوجته
‏ ومرةً.. كان جالساً بالقربِ من زوجتِه.. فصرخْت فى وجهه قائلةً :‏
‏- ابتعدْ عنى ..!‏
فأسرع جحا إلى حذائِه.. ولبَسه.. ومشى مسافةً ساعتين..ثم جلس وحيداً بعد أن تعب من المشىْ.. يستعيذُ باللهِ من‎
‎الشيطانِ ومن امرأتِه.. ومرَّ به أحدُ أصدقائِه.. وسأله :‏
لماذا أنتَ هنا يا جُحا..‏ -
فردَّ جحا قائلاً :‏ ‏
اسمعْ يا صديقى.. إذا صادفتَ زوجتى.. فاسألْها.. أتريدُنى أن - أبتعدَ أكثر.. أم يكفى ما أنا بِه الآن !!
هى .. والطبيب


مرةً ..‏ ‎
‎ شعرَتْ زوجةُ جحا بألمٍ شديد فِى مِعدَتها.. فأخذت تصرخُ.. وتطلُب من جحا أن يسرع إلَى الطبيب..‏ ‎
‎ أسرع جحا..ولبِس ثيابَه.. وخرجَ من البيت.. وما أن ابتعد خطوات.. حتى أطلَّت امرأتُه من النافذةِ وقالت له :‏ ‎
‎ ‏- عُدْ يا جحا.. فقد زالَ الألم.. ولا داعى لإحضارِ الطبيب..‏ ‎
‎ لم يستمعْ جُحا إلى صياحِ زوجتِه..وصمَّمَ أن يذهَب إلى الطبيب.. فلما وصَل إليه قال له :‏ ‎
‎ ‏- لقد شكَتْ امرأتِى ألماَ شديداً فى معدَتِها.. وصرخَت بى لكى أُحضِرك فوراً.. لكنها أطَلَّتَ من النافذة وقالت لى :‏ ‎
‎ ‏- عُدْ يا جحا.. فقد زالَ الألم.. ولا داعى لإحضارِ الطبيب..‏ ‎
‎ لهذا جئتُ لأخبركَ.. حتى لا تتحملَ مشقةَ الحضور.!


أنت على حق يا زوجتى
مرةً..‏ ‎
‎ تشَاجرَ أخَوَان على مشكلة ..‏
‎ فذهب أولُهما إلى جحا فى بيتهِ.. وكان جالساً إلى زوجته.. قصَّ الأخُ على جحا مَا كان بينه وبين أخيه.. فقال له جحا :‏ ‎

‏ أنت على حقٍ.. وأخوك مُخطئ..‏-
‎ .. وانصرف الأخ سعيداً.. وسعدت زوجةُ جحا بحكم زوجِها.. ثم طرق البابَ الأخُ الآخر وحكى ما كان بينَه وبين‎ ‎‏
: أخيه.. فقال جحا ‎ ‎

‎ ‏- أنتَ على حقٍ.. وأخُوك مُخطئ..‏

‎ وانصرفَ الأخ الآخر سعيداً.. لكن زوجةَ جحا صرختْ فى وجهِه غاضبة :‏ ‎
‎ ‏- كيف تقولُ لكلٍ منهما أنتَ على حقٍ وأخُوك مُخطئ..‏ ‎
‎ هذا كلامٌ غير معقول..‏ ‎
‎ فقال جحا فى هدوء :‏ ‎
‎ ‏- لا تغضبى يا زوْجتى ‎

‎ أنتِ على حقٍ.. وأنا مُخطئ !..

العــنـــــــــاد ‏

- اعتاد جحا أن يتناوب مع امرأتِه تقديمَ الطعامِ إلى الحمار.. هو يوم..وهى يوم..‏ ‏
ومرةً ..‏

قال لامرأته : هذا دورُك فى إطعامِ الحِمار.. قُومى وأَدِّى واجبك..‏

قالت امرأتِه : بل هو دورك أنت..‏

وتنازعَا بعضَ الوقت.. ثم قال جحا :‏
‏- ما دُمنا وصلنا إلى هذا الحد.. فما رأيُك يا امرأتِى فى شرْط !‏

قالت امرأته :ماذا تعنى . ؟

أجاب جحا : نصمتُ عن الكلام من الآن..‏
والذى يبدأُ الكلامَ قبل الآخر.. يقومُ بتقديمِ الطعامِ للحمار..‏
قالت المرأة : على كل أنت الخاسر.. فسوف أتركُك إلى أعمالى فى البيتَ وبالفعل نصرفت زوجةُ جحا إلى أعمال‎ا البيت
‎ أما جحا فقد جلس على الأرض صامتاً لا يتكلم.. كأنه تمثالُ جامدُ.. لا يتحركَ.. ولا يتكلم..‏

‏- ثم خرجت امرأتُه لشراء أشياء من السُّوق.. وغابت ساعةمن الزمان وعادَت..‏ فوجدت جحا على حاله.. لا يتحركُ.. ولا يتكلم..‏

وجاء الليلُ.. فذهبت امرأتُه إلى الجيرانِ ضائقةَ بهذا الوضع..‏
‏- وفى أثناء غياب امرأته.. دخل لصُ إلى الدار فرأى جحا جامداً لا يتحرك فتعجب من منظره.. وظنّه مصاباً.. أو أنه‎ ‎لا يرى ولا يسمع.. فأراد اللصُ أن يتأكدَ من ذلك فأخذَ عمامةَ جحا.. فلم يتحرك ولم يحتج على شىء..‏ ثم أخذَ حذاءه.. فلم يتحركْ.. ولم يحتج على شىء..‏ ووجدَها اللصُ فرصةً ذهبيةً.. فجمع كل ما يُمكن جمعه من البيت.. وهرَب..‏

‏- وبعد وقت طويل..عادت زوجتُه.. فوجدت البيتَ مسروقاً.. وجحا فى مكانِه لا يتحرك.. فهجمتْ عليه بكل قوةٍ وقالت‎ ‎‏

‏- أمجنونٌ أنت..‏

ولم يدْعها جحا تكملُ كلامَها.. بل صاحَ فى وجهِها :‏
‏- أنتِ التى بدأتِ الكلام..‏
وعليك أن تذهبِى وتطعمِى الحمار.. وكفاكِ عنادا..‏


الـقــط .. والطعــام ‏

- اعتاد جحا أن يدخلَ بيتَه كلّ يوم.. حاملاً معه الخضَر والدقيقَ والفاكهة.. واعتادت زوجةُ جحا أن تطبخ الخضر..‏‎

‎وتقدم الفاكهة إلى صديقاتها.. وفى المساء.. لا يجد جحا أمامه غير الخبز فقط..‏
وتعجَّب جحا.. فسأل زوجتَه يوماً :‏

‏- أين ما أجىءُ به من خُضر وفاكهة.. وأين تذهبين بها..‏

‏- قالت الزوجة : هكذا حظُّك يا جحا.. كلما طبخت شيئاً..أكله القط.. فكر جحا قليلاً فى كلام زوجته.. ثم أسرع إلى
‎ ‎فأسه المعلق فوق الجدار.. وخبأه فى الصندوق.. وأغلق عليه..‏

‏- فسألته زوجته : لماذا تخبىءُ الفأس يا جحا .؟

قال جحا : أخبئه حتى لا يأكله القط..‏

‏- صرخت زوجته فىدهشة : أمجنون أنت.. أيأكل القط الفأس.؟

رد جحا عليها : لست مجنوناً والله.. لكن ما رأيك فى قط يأكل طبيخاً بعشرة دراهم.. وفاكهة بعشرة أخرى.. ألا يطمع
‎ ‎فى أكل فأس بثلاثين درهماً.!‏

ثـيـــاب الغــرابة

اعتاد جحا أن يذهب هو وامرأته إلى شاطئ النهر ليغسلا ملابسهما..‏
ومرةً ..‏

وصلا إلى الشاطئ ووضعا الأثواب على الأرض وفوقها الصابون وفجأة انقض غراب واختطف الصابون ‎وطار به بعيداً‏

‏- صاحت الزوجة فى جحا :‏
‏- أسرع أيها الكسول.. والحق الغراب.. لقد سرق الصابون.. لقد سرق الصابون..‏
‏- فرد عليها جحا فى هدوء شديد :‏
‏- لماذا تصيحين هكذا .. ألا ترين أن ثياب الغراب أكثر إتساخاً من ثيابنا ولهذا فهو أحوج منا إلى الصابون .!‏

مخطئ.. من يسمع كلام امرأته
‏- عاد جحا إلى بيته كعادته.. فتوضأ بسرعة لعله يدرك صلاة الجماعة فى المسجد.. وأخذ جحا ينشف الماء.. فشغلته‎ ‎‏ امرأته بحديث تافه عطله عن
الصلاة.. وزاد الأمر سوءاً..حينما قالت له : ‏
‏- ما هذا الثوب الذى تلبسه يا جحا.. إنه لس نظيفاً.. والأولى بك أن تستحم وتغير ملابسك.. ثم تذهب إلى المسجد..‏

‏- اقتنع جحا بكلام زوجته.. وأسرع خارجاً ومعه ملابس نظيفة لكى يأخذ حماماً لكن زوجته صاحت به قائلة :‏
‏- أسرع ولا تتأخر على.. فالليلة موعد زفاف شقيقتى..وسوف تكون أنت بمقام الوالد لها.. وعدم وجودك.. معناه‎ ‎ تأخير عقد الزواج..‏

‏- أسرع جحا إلى الحمام.. فاستحم.. ثم خرج من الحمام.. فوجد الأمطار شديدة جداً.. لكنه لابد أن يعود إلى البت‎ ‎ بسرعة.. مهما تحمل فى سبيل ذلك..‏

فكر جحا قليلاً..ثم خلع ثيابه.. وجبته.. وصرها صرا محكماً.. وسار بملابسه الداخلية فى الشوارع فى اتجاه بيته.‏

‏- وصل جحا إلى البيت.. فرأى المدعوين واقفين على الباب ينتظرونه.. فلما رأوه سألوه :‏

‏- ما الذى تفعله بنفسك يا جحا ..‏
فأجابهم جحا : من يسمع كلام امرأته يستحم حاراً.. وبارداً.!‏


الحقيقة الغائبة

اعتادت زوجة جحا أن تتركه وحده فى البيت يقرأ فى كتبه.. وتذهب هى للسهر عند جاراتها..‏ ‏
وذات ليلة.. عادت إلى البيت متأخرة.. وطرقت الباب مرات.. ومرات.. حتى كادت أن تكسره.. فلم يفتح لها جحا..‏ ‏
ونادته من خلف الباب..وتوسلت إليه أن يفتح لها.. فلم يرق لها قلبه.. وهنا قالت له :‏ ‏
إذا لم تفتح لى الباب.. فسألقى بنفسى فى هذا البئر..‏

‏ لكن جحا لم يستجب لها أيضاً.. وأخذ يعبث فى لحيته.. ويسخر منها فى نفسه.. ثم أخذت الزوجة حجراً كبيراً وألقته‎ ‎على الأرض.. وأسرعت.. واختبأت هى وراء جدار..‏ ‏

سمع جحا صوت الحجر.. فظن أن زوجته ألقت بنفسها فعلاً فى البئر.. فندم على ما فعل.. وقال لنفسه :‏
‏ لابد أن أذهب.. وأنقذ هذه المجنونة ..‏ ‏

وأسرع جحا.. وفتح الباب.. وانطلق يبحث عن البئر التى ألقت زوجته بنفسها فيها.. ولما بعد قليلاً عن الدار..‏‎ ‎أسرعت زوجته ودخلت الدار.. وهو لا يراها وأغلقت الباب تماماً من الداخل.. وأطلت من النافذة.. وأخذت تصرخ‎ ‎بصوت عال.. وتقول :‏ ‏
صحيح إنك رجل لا تستحى..‏ ‏

تذهب كل ليلة للسهر عند الجيران.. وتتركنى وحدى.. وتطالبنى أن أفتح لك.. إننى أشكوك إلى الله لينتقم لى منك..ألا‎ ‎تخجل من شيبتك.. ومن لحيتك البيضاء..‏ ‏

لابد لى أن أفضحك أمام جيرانك وأصدقائك.. لقد ضقت بما تفعل.. لكنك لا تخجل من نفسك.. تصور نفسك أنت‎ ‎الذى تجلس فى البيت.. وأنا التى أسهر عند الجيران..‏ ‏
أيمكنك أن تتحمل ذلك..!‏ ‏

واجتمع الجيران والأصدقاء.. وجحا حائر مندهش.. فقد قلبت زوجته المسألة.. فأصبح هو المخطئ فىحقها..‏‎ ‎وهى البرئية..‏ ‏
وأخذ الناس يلومون جحا لوماً شديداً.. وأخيراً قال جحا فى غيظ :‏ ‏
أرجوكم أيها الناس.. من يعلم الحقيقة فليقلها إكراماً لله !‏

إلا أنـــــــــا

.. كان جحا حريصاً على تجنُّبِ غضبِ زوجته
‏ ومرةً.. كان جالساً بالقربِ من زوجتِه.. فصرخْت فى وجهه قائلةً :‏


‏- ابتعدْ عنى ..!‏
فأسرع جحا إلى حذائِه.. ولبَسه.. ومشى مسافةً ساعتين..ثم جلس وحيداً بعد أن تعب من المشىْ.. يستعيذُ باللهِ من‎
‎الشيطانِ ومن امرأتِه.. ومرَّ به أحدُ أصدقائِه.. وسأله :‏

لماذا أنتَ هنا يا جُحا..‏ -

فردَّ جحا قائلاً :‏ ‏
اسمعْ يا صديقى.. إذا صادفتَ زوجتى.. فاسألْها.. أتريدُنى أن - أبتعدَ أكثر.. أم يكفى ما أنا بِه الآن !!‏


المهم ألا ترينى وجهك

مرة ..‏
زوجوا جحا بامرأة قبيحة الوجه..‏

واكتشف جحا ذلك بعد الزواج.. وفى الصباح.. أقبلت عليه زوجته فى دلال ورشاقة تريد أن تكسب عطفه وحنانه..‏‎ ‎‏ وسألته :‏
‏- أخبرنى يا جحا ..‏
من الذى تراه تستحق أن أقابله.. ومن تراه لا يستحق أن يرانى..‏ فأجابها جحا على الفور :‏

‏- المهم ألا ترينى وجهك.. ولك أن تريه لمن تشائين من الناس.!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق