Social Icons

الجمعة، 23 يوليو 2021

﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

عندما وصلت رسالة سليمان عليه السلام إلى بلقيس يدعوها إلى الإيمان وإلى الحق أدركت أن الرسالة من شخص عظيم، فأرادت أن تلهيه بالهدايا بدلا من ذهابها إليه ، فأرسلت أربعين جملا محملاً بالذهب إلا أن الرسل الذين كانوا يحملون الهدية ، عندما وصلوا إلى بلد سليمان عليه السلام ووجدوا أن الشوارع مغطاة بالذهب ذهلوا ، فخجلوا من الهدية التى يحملونها وأرادوا الرجوع ، ولكنهم كانوا رسلا وكان عليهم القيام بواجبهم الذى كلفوا به ، لذا استمروا فى رحلتهم وعندما مثلوا فى حضرة النبى سليمان قال لهم: إن ما جلبتموه لا يصلح إلا زينة فى رقاب البغال، لست فى حاجة إلى هذه الهدايا ولكنى فى حاجة إليكم، ثم إن هذا المال الذى تحسبونه لكم هو فى الحقيقة أمانة عندكم ، وهذا المال لا يبقي أسيراً عند أحد بل ينتقل من يد إلى أخرى، ثم إننى عندما دعوتكم لم أكن أطلب منكم أجرا ولا مالا، إن أجرى إلا على الله تعالى. إذن فقدموا هنا أنفسكم لى ، وطهروا قلوبكم من عبادة النجوم وآمنوا بالله. إذن سليمان كان يريد من بلقيس أن تأتى بنفسها، والله تعالى يطلبنا نحن الرسل أى يطلب نفوسنا. 

ويقول أحد الأئمة بأن الله تعالى سيقول يوم الحشر لعباده "هل عندكم من هدية ليوم القيامة ؟ 

لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة فهل أتيتم دون زاد؟" ، ثم يذكر طلبه منهم فيقول :" لم يكن المهم عندى بلاغتكم ولا جمال ملابسكم ولا أموالكم وأملاككم ، ولكنى انظر إلى قلوبكم وأعمالكم". بهذه الجملة كانت شارحة ومفسرة للآية الكريمة : ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

وتناول أحد الشعراء الأتراك هذه الآية بالشرح فى أبيات شعرية: ياسيد! لا تحسب أنهم سيطلبون منك اسما بل سيطلبون منك قلباً سليما يوم لا ينفع مال ولا بنون -القلب السليم مرآة مجلوة ولكن لماذا كان القلب النقى أفضل هدية مقبولة ؟ ﻷن الله سبحانه وتعالى الذى لم تسعه السموات والأرض ، نظر إلى قلب المؤمن وقال بأنه وسعه.فليس هناك أفضل من قلب نقى وجميل لكى يكون مرآة لجمال الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق