Social Icons

الاثنين، 13 يونيو 2022

[] أين صاحب النَّقب ؟ []

وممّا حفظ لنا التاريخ من حبّ الأولين من السّابقين مهاجرين وأنصارا للجهاد في سبيل الله تعالى ، حيث تركوا أموالهم وديارهم من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، فباعوا في سبيلها الغالي والرخيص ،وقاطعوا القريب، وحقد عليهم البعيد والغريب ،وكان رجائهم في كتم أعمالهم عن الغير من سمات شخصياتهم البارزة فمن تلك المواقف المبهرة: أنّ مَسْلَمَةَ بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي الدمشقي كان يحاصر ذات يوماً حصناً وما أكثر الحصون التي حاصرها، وما أكثر الحصون التي فتحها باسم الإسلام والمسلمين.. واستعصى فتح الحصن على الجنود فوقف مسلمة يخطب بينهم ويقول: أمّا فيكم من أحد يَقْدُمُ فيدخل من ذلك النقب في الحصن؟ وبعد قليل تقدّم جندي ملثّم، وألقى بنفسه على الحصن واحتمل ما احتمل من أخطار وآلام ودخل نَقَباً كان في الحصن، فكان سبباً في فتح المسلمين له، وعقب ذلك نادى مسلمة جنوده قائلاً: أين صاحب النّقب؟ فلم يجبه أحد، فقال مسلمة: عزمت على صاحب النّقب أن يأتي للقائي وقد أمرت الآذان بإدخاله عليَّ ساعة مجيئه. وبعد حين أقبل نحو الآذِانِ شخصٌ ملثّمٌ، وقال له: استأذن لي على الأمير، فقال: أأنت صاحب النّقب؟ فقال: أنا أدلّكم عليه، فدخل فقال للقائد: إنّ صاحب النّقب يشترط عليك أموراً ثلاثة: 1- ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة؛ 2- وألا تأمروا له بشيء جزاء ما صنع؛ 3- وألا تسألوه من هو؟. فقال مسلمة: له ذلك، أين هو؟ فأجاب الجندي في تواضع واستحياء، أنا صاحب النّقب أيّها الأمير ثم سارع بالخروج، فكان مسلمة بعد ذلك لا يصلّي صلاة إلاّ قال في دعائها:" اللهمّ اجعلني مع صاحب النّقب يوم القيامة". وإنا ندعو كدعاء هذا الأمير اللهم اجمعنا وصاحب النقب يوم القيامة وكل من أخلص لله بسريرة ناصحة خالصة صادقة لوجهه تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق