Social Icons

الاثنين، 10 يونيو 2013

مذكرات معلم



أود أن أوضح أن المعلم كائن حى له مطالب وحقوق وعليه واجبات والتزامات 
يوم بعد يوم يتضح لى أن المعلم كقيمة لم يعد لها وجود واختفت معالمة كتأثير حقيقى فى النشأ الصغير  ،  الاحساس بهذا الواجب الثقيل الملقى على كاهل المعلم لا يشعر به سوى من مارسه.

رسالة الانبياء فى خطر والكل مذنب لن يهرب احد من  المسؤولية والعقاب ، الدولة والمجتمع والناس سبب لما وصل اليه المعلم على وضعه الحالى من نهم للدروس الخصوصية التى أثبتت فشلها ولكن تمارس كغطاء لتحسين الدرجات ، الدولة مذنبة لأنها لم تعطى المعلم حقوقة المادية التى تعينه على ظروف الحياة الصعبة التى لا ترحم والتى تجعله ينأى بنفسه الى أعمال تقلل من قدره وهيبته ، ولو نظروا الى الغرب كيف يتعاملوا مع المعلم من جميع النواحى يعطوه قدره وأسباب الراحة كى يخرج جيل متعلم واعى فاهم جيل يتحمل المسؤولية  جيل مثابر ،أى متعلم بالطبع يتأثر بأسلوب المعلم ،والضغوط التى تثقل كاهل المعلم تجعله لا يستمع أو يلاحظ أو يعطى لنفسه  التفكير ولو للحظة  ليطرح تسآولا على نفسه
ماذا يريد المتعلم ؟ ما الوسائل التى من خلالها أصل بالمتعلم إلى الهدف الاسمى والاعلى التى من أجلها خلقنا وخلق الكون من حولنا  ؟
دائما الطلاب يسألونا لماذا نرى دائما المعلم مكشر عن انيابه غضوب لا يستمع لا يتجاوب مغلق للحوار والمشاركة
وأود أن أجيبهم  أن المعلم مغلق للصيانة 
أرونى أين النقابة التى تهتم بحقوق المعلم ومطالبة هى مجرد مبانى خاوية مش اكتر . أرونى كيف للمعلم الذى علم الطبيب والمهندس والقاضى وكل فئات المجتمع الراقى أو ما يسمون الصفوة كيف يكون مستواهم  المادى أفضل بعشرات المرات من مستواه أنتم تعلمون أن راتب المعلم  يزحف كالسلحفاة ويبدو أن السلحفاة تشتكى من السير وتود الراحة . هذا هو حال المعلم الذى قصر الجميع فى حقه
الطالب غير مذنب  فالشكوى الى جهة وحيدة هى التى جعلت المعلم على ما هوعليه .صورة بلا ملامح . رسالة بدون عنوان  الا وهى المجتمع الذى يتعامل مع المعلم بكل استخفاف وعدم احترام  وضياع للحقوق
المعلم ليس ملاكا ولا ادعى فيه صفات  اكبر من حجمة وصورته فليس كل المعلمين على درجة متساوية من نظرة المتعلم نحوهم بالتقدير والاحترام والحب والشعور بالأبوة وايضا المعلم تختلف نظرته للمتعلم كيف يتعامل فى الاساس معه  وما يمثل له ودروه  فى النهوض به
أنا أحيانا لست عادلا فى قرارات اتخذها تجاه المتعلم من ناحية الأقصاء والتجاهل  لأسباب عديدة منها أننى أحب وأفضل الطالب المهتم بمظهره ومستواه التعليمى والتزامه بالواجبات وابغض الطالب الذى لا يهتم بمظهرة ونظافته وادواته  ولكن ربما احيانا اتعاطف مع هذه النوعيات من التلاميذ أعلل ربما  الظروف تحكم أو الأسرة مفككة وغير مهتمة ولكن هذا ليس سبب مقنع فهناك متعلمون ظروفهم صعبة جدا ومع ذالك هم فى المرتبة الاولى فى مستواهم التعليمى والادبى العامل الاساسى فى داخل كل متعلم ان كان يريد النجاح والتعلم حقا ام يريد شىء غير ذالك  وأى أحد يسعى وراء هدف يتبعه هدفه كظله ويصير صورته وخياله الذى لاينفك عن الابتعاد عنه 
 الصبر وحب التلاميذ للمعلم وتفانيهم من اجل ارضائه  هو الشىء الذى يجعل المعلم فى سعادة غامرة،ونجاح طلابه افضل عنده من الف جائزة تعطى له
لماذا  التربية قبل التعليم ؟ التعليم ده عامل زى السيارة والتربية هى قائد السيارة فإن حسن التربية يحافظ على التعليم ويزيده 
ماذا يعطى المعلم للتلاميذ وماذا يقدم المتعلم للمعلم ؟
صفة العطاء هذه لا تنطبق الا على الأم والأب  حيث أنهما يفنون حياتهم تعب ومشقة من أجل راحة ابنائهم والأطمئنان عليهم انهم يسلكون الطريق الصحيح ،  ولا يشاركهما فى هذه الصفة سوى المعلم الذى يعطى المتعلم اسلوب حياة منهج ورسالة سامية مبادىء وقيم ومعارف وتوضيح كل الاشكاليات والتساؤلات الغامضة والمبهمة التى تحتاج الى ردود مقنعة واجوبة قامعة تقمع الوساوس التى تجوب ليل نهار بدون هوادة والتى ان وقع فى براثنها ضعيف ايمان ،لأهلكته عن آخرة .
ورؤيتى لقبيلة المعلمين زملائى أرى أغلبيتهم لا يفقهون أى شىء عن رسالة المعلم  ومهما نظر المجتمع والناس اليهم نظرة قاصرة جامدة - المهم كيف المعلم ينظر الى نفسه وما واجبة   ؟ لأن المعلم راع ومسؤول عن دوره تجاه طلابه وما يبثه فيهم من معانى وقيم واخلاق ستظل معهم الى أن يهرموا ، والله إن التلاميذ يتذكرون هذه الفترة ،  وتلك المرحلة كما لو انهم يسترجعون شريط تسجيلى لذكرياتهم ، فكما زرعت أيها المعلم تحصد خيرا أو شرا بما زرعت يداك
ظهر لى أيضا أنه لطالما نظامنا التعليمى بتلك الصورة التى تعتمد على التلقين والحفظ اكثر منه فى الابداع وابداء الرأى والمشاركة ، العالم من حولنا يتغير بصورة ملحوظة ونحن ما زلنا فى هذا العته والتخلف -إلى متى سنظل بتلك الرجعية والجمود
كل وزير يأتى لا يبنى ويكمل مشروع وخطة من سبقه بل يهدم ويبنى من جديد أفكاره وتطلعاته  واذا استمر هذا الحال يأتى وزير يبنى وآخر يهدم  فلن نتقدم ابدأ ولو لخطوة واحدة وسنظل كما يطلق علينا الغرب دول العالم النامى المتخلف  ووضعنا فى تقسيمة معينة من حيث التقدم والتحضر والرقى  سنكون فى مصاف الدول التى لم تلحق بقطار العلم
  النجاح الحقيقى لأى مشروع كما تعلمنا أن لا نمحو آثار من سبقنا فى رحلة كفاح وتعب وأنما نمضى قدمًا فى أكمال البناءمع التحسين واحلال جديد مع ما يتواكب واسلوب العصر مش معقول اليابان تحتفل بآخر أمى فى الكمبيوتر ونحن نسبة الأمية لدينا ثلث المجتمع لا يعرف القراءة والكتابة تكملة  بوجود ثلث آخر لديه أمية ثقافية .
المعلم والتعليم صورة لنجاح أى نظام  فإن كانت صورة واضحة المعالم والتفاصيل  فالنجاح قادم وان كانت العكس  فالفشل والانحدار الى اسفل الى القاع الى حفرة  عميقة الى اى شىء مدعاة لكل أسباب الانهذامية والأحباط والتخلف والعشوائية
لم اكمل فأنا من مصابى هذة المهنة وأرى كل يوم غرائب وعجائب فيها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق