الأربعاء، 11 يونيو 2014
حيوانات "ولكن"
يبدو فى زمننا هذا أن الحيوانات أفضل بكثير من بعض البشر هل رأينا حيوان يغتصب حيوان آخر عنوة أو يأكل حقه أو يتعدى على حدوده? هل رأينا حيوان يقتل أخاه أو يقتل أبنائه أو يخون زوجه لسبب ما ? أرى أن هناك قانون يحكمهم ولا يحيدون عنه حتى وإن كانوا حيوانات فهم يحفظون الجميل وليسو ناكرى الجميل وصنع المعروف ، الحيوان لديه ذاكرة لمن يحبه ويكره ، لقد رأيت ناقة من الأبل تحتضن صاحبها؛ لأنه أبتاعها لعوز ولضيق فلما مر على مشتريها ووجد الناقة تقترب منه وتحتضنه حيث كان يعاملها أحسن معاملة ، وأيضا أسد رباه سيده وأطعمه فلما كبر وضعه فى محمية طبيعية وغاب عنه لفترة وعندما رآه يذهب كان ينظر اليه لا يريد تركه وصام عن الأكل لفترة وعندما جاء سيده ليراه احتضنه بشدة كأنه والده ، وكلب تركه صاحبه عند محطة القطار وكان الكلب ينتظره ليعود معه للبيت وكان يأتيه صاحبه ويأخذه معه إلى أن جاء يوم وودع الرجل الكلب وانتظره الكلب يوما بعد يوم وصاحبه لم يأتى ويقال أنه انتظره عشر سنوات حتى تجمدت قدماه ومات فى مكانه وتم صنع تمثال للكلب وفاء وعرفانا له على تضحيته ووفائه ، الحيوانات تحفظ المعروف ولا تنساه ،وها نحن اليوم ننظر إلى أفعال البشر حيث لا أستطيع وصفها وصلت إلى درجة الإنحطاط الأخلاقى وتخطت كل حدود الأدب ولا أستطيع أن أصفها بالحيوانية حتى لا أظلم الحيوانات التى هى أفضل بكثير ويبدو إن ما نحن فيه لأسباب عدة منها عدم وجود الوازع الدينى الذى يستحس صاحبه على فعل الصواب والاستماع لصوت واحد وهو ما يرتضيه خالقه وضميره الحى وترك المنهيات والمعاصى لأنها لذة ضائعة لن تفيد صاحبها بشىء بل سيسجل فى كتابك الذى سيعرض عليك يوم القيامة وصمة عار ونقطة سوداء والله النفس تتألم مما يحدث وأقول لنفسى أحيانا كيف ستقف أمام العلى القدير يوم القيامة حين يسألك عن أفعالك وذنوبك فى الدنيا ماذا سيكون ردك؟ عندما يسألك عن عمرك وشبابك ومالك البشر عموما يتناسون ويتغافلون عن حقيقة أنفسهم لا يعرفون أنهم خلقوا لشىء عظيم وأمر جلل وحياة أبدية ! أفعل ما تفعل ياأخى الإنسان لكن تذكر أنك مراقب فى جميع أفعالك وتصرفاتك وإن كنت ملتزمًا لخوفك وخشيتك من الله لا لأنك تريد الجنة وتخاف النار فأهنئك أنك وصلت إلى الحقيقة الكاملة لوجودك ،وإن كنت غافلا فلجهلك بمعرفة ربك وعدم الوقوف على حقيقة نفسك فالأمام على (رضى الله عنه) يقول الإنسان جرم صغير وفيه خلق العالم الأكبر“
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق