السبت، 13 يونيو 2015
"مقتطفات من نفس تائه"
ٍ[أنا هنا بحثًا عنى .أخذتنى قدماى إلى مكان لعلى أجد ضالتى فيه.
فسألت أحد الحاضرين: أليس هذا وكر التائهين وملاذ الحائرين؟
أجاب:نعم هنا حيث لا شىء . أنت الآن بعيد عن دنيا البشر
كل ماتراه حولك من بشر أتوا هنا كى يتحرروا من قيود العالم الحر القاسى فى أحكامه وقوانينه وأنظمته وعاداته وتقاليده ،
هنا حيث الحضور يبحثون عن جزءا ضائع منهم ، وعن علاج لأوجاعهم التى تراكمت عبر السنين ، يريدون أجابات لأسئلة تخنق ربوع نفوسهم.
وفى النهاية يخرجون من هنا ولا يحققون ما أتو من أجله .
ولكن قل لى: ما الذى أتى بك إلى هنا؟
قلت له:جئت أبحث عنى ، وجدتنى حائرا عندما تغلبنى صراعات نفسى اسأل نفسى: من أنا ؟ نفسى: ما قيمتها وسط هذا الضجيج ؟ وما كونها تدور حائرة حول هذا الكم الهائل من الإشكالات فيما يحدث من أمور وأحداث تخطت حدود العقل ،ولا أجد تفسيرًا لها ،وغالبا يعجز عقلى عن إدراك حقيقتها.
قال: قص ما لديك ربما تجد سلواك ومبتغاك.
قلت: أنا أتذكر حينما ودعت طفولتى وأنا أشعر بكم هائل من الأشياء الثقيلة أغرقتنى فى بئر عميق من السواد، جعلتنى وحيدًا ،قابعًا فى متاهة لا مخرج منها، هاربًا من دنياى يجذبنى الضياع فى صحراء أفكار لا تحمل عناوين كما الطريق لا يحمل علامات.
وبعد كل هذا أجد من الصعب لملمت شتات عقل وشظايا نفس كل قطعة متناثرة منها مختلطة بتراب هذا الوطن.
هذه النفس لا تدع لى حيزًا للهرب منها ،ومع ذلك لا أنكر صنيعها نحوى ،فهى تلبسنى تضمنى تسعدنى قليلا، وكثيرًا تؤلمنى وتبكينى .]
وفى النهاية أركض خلفها كظل أطاوعها فيما تريد وأخالف هواها أحيانا حتى لا اكون قتيلاً من قتلاها.
لا أعلم هل ستضعنى فى مكان استحقه أم ستضيعنى عنده.
قد يأتى يومًا أرى فيه الحياة أرى نهايتى فيه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق