Social Icons

الخميس، 6 يوليو 2023

إما أنا وإما العمل

 

تزوَّجَت زميلها في الجامعة بعد أن اعترف بحبه لها في يوم تخرجهما ، وبعد زواجهما بفترة قصيرة اعتصر الحزن فؤادها عندما اكتشفت أنَّه يحب جيبه أكثر منها ، فقد كانت كلما تطلب منه شيئاً يقول :
-أنا أعمل طوال النهار لأوفر لكِ حياة كريمة، لكنكِ لا تراعي ذلك ولا تتوقفي عن الطلبات .
كان كلامه يؤلمها كثيراً ،وهي تقول في قرارة نفسها :
-إنْ لم أطلب من زوجي ، فمن مَن سأطلب إذاً ؟!
وبرغم حزنها بسببه لكنها كانت تستمر في الإلحاح عليه إلى أن تأخذَ مرادها؛ وبعد أن تعبت من جملته المعتادة ، بدأت بالإلحاح عليه أن يسمح لها بالعمل ، لكنه أصرَّ على رفضه عندما كان يقول :
-العمل سيجعلكِ تُهملي المنزل .
وهي ترد قائلة :
-لن أُهمل المنزل ، وسأساعدك في المصاريف ولن أطلب منك طلباً.
إلى أن وافق عندما رأى إصرارها ، وبعد أول راتب لها قال:
-ألن تشتري لنا حلويات وتقومي بغلي فنجانَيْنِ من القهوة ، بمناسبة أول راتب؟
حينها انفجرت بوجهه قائلة:
-أنا أعمل طوال النهار خارج المنزل ودخله ، لأوفر لكَ حياة هانئة ، وأنت لا تراعي ذلك ومع أول راتب بدأت بالطلبات؟.
حينها امتعض من كلامها وقال في قرارة نفسه:
-والله لن أطلب منها شيئاً ما حييت .
مضى شهراً تلو الآخر وهما يتشاركان المنزل كالأغراب ، ولا يتحدثان إلا بالأمور الضرورية ، غير أنه لا يطلب منها أن تقوم بشيء له كونه لم ينسَ طريقة كلامها معه ، أما هي فلم تستطع الاعتناء بالمنزل كما كانت قبل العمل مما جعلها تُقصّر ، وعندما ازدادت الضغوطات عليها تذكرت أنه السبب في تعبها ، فلو لا أنه كان يحضر لها ما تريد دون أن تطلبه مراراً وكأنها تشحذ لما عملت ، مما جعلها تتعامل معه برسمية ووتهرب منه كلما أراد السهر معها ، فازدادت المسافات بينهما ، مما جعلهما ذات يوم يتفقا على الانفصال عندما قال لها:
-حالكِ كحال بقية النساء عندما يعملن ، يعاملن أزواجهنّ بتكبر ويهملن المنزل ، أنا المخطئ الذي سمحت لكِ بالعمل، ولهذا سأقول لكِ إما أنا وإما العمل .
فأجابته بدون أدنى تفكير :
-العمل
...انتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق