السبت، 18 فبراير 2017
[احفظ الله يحفظك]
قصة الصحابي الجليل "عاصم بن ثابت"
كان "عاصم بن ثابت" مؤمنًا عميق الإيمان صادقا وكان يبغض الشرك وأهله أشد مايكون البغض وأبلغه حتى أنه نذر إلى الله أن لايمس مشركًا ولا يمسه مشرك ..
وكان من الرماة المشهود لهم بإجادة الرمي وقد كان يوم أحد يرمي المشركين فلا تخيب له رمية ،فرمى يوم أحد بسهم فأصاب من المشركين شابا يقال له -"مسافع بن طلحة" فهرع مسافع الى أمه والدم يتدفق منه فوضعته أمه "سلافة بنت سعد "على فخذها وهو يجود بأنفاسه وسألته : يابني... من أصابك ؟؟
قال أصابني رجل وقال : خذها وأنا أبن أبي الأقلح.
امتلأ قلب سلافة حقدا وفاض .. فقالت : علي أن أمكنني الله من عاصم بن أبي الأقلح أن أشرب في قحف رأسه الخمر.
ولم يمض على يوم أحد سوى عام أو دونه حتى أتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رهط من عضل والقارة، فقالوا : يارسول الله ان فينا اسلاما فأبعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الأسلام.
فبعث معهم رسول الله ستة نفر وفيهم عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم، حتى لحقوا بهم فلما وصلوا الى ماء لهذيل يقال له الرجيع غدر بهم القوم وأحاطوا بهم وسيوفهم مشرعة فأسرع المسلمون الستة الى سيوفهم فاستلوها فقال لهم الغادرون : إنّا لانريد قتلكم ولكنّا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ولكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً. فقال عاصم بن ثابت: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم فأخبر عنا رسولك. فأبى عاصم وثلاثة اخرون الأستسلام فقاتلوا حتى أستشهدوا .
وتذكر عاصم نذر سلافة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول: "اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحدًا من أعدائك، اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحمي جسدي آخره"
فقال: فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفر وأراد الغادرون أن يأخذوا رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد لعلمهم بما نذرت عند مقتل ولدها يوم أحد فلما أقتربوا منه أرسل الله جيشًا من النحل فأخذت تدور حول رأسه فقال القوم : دعوه حتى يمسي وتذهب الدَّبر عنه أى (النحل)، فلما أمسى القوم أرسل الله مطرًا غزيرًا أسال الوادي بالماء فاحتمل جثة عاصم فلما أصبحوا لم يجدوا لها أثرا.
وعندما بلغ المسلمين في المدينة أن النحل منعت عاصما قال عمر بن الخطاب :((يحفظ الله العبد المؤمن ، كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته))
وقال الحافظ بن حجر: "إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله، لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته بقطع لحمه.
****************************************************************************************
فتوكل على الله: { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف:64]***************************
فالزم يديك بحبل الله معتصمًا ** فإنه الركن إن خانتك أركان.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق