Social Icons

الأحد، 17 أبريل 2022

[] [] الرقـاد الطـويل [] []

كيف كان حال أهل الكهف بعد لجوئهم إليه، وحتى بعثهم الله من رقودهم في ضوء قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)؟ وكيف كان مقام الفتية في الكهف أكثر من ثلاثة قرون؟ توقفت عقارب الزمن داخل الكهف، إلا إنها بقيت دائرة خارجه كالخلايا والانسجه التي تحفظ في درجات حرارة منخفضة فتتوقف عن النمو وهي حية، وتعطلت المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة. الله جلّت قدرته أوقف وظيفة السمع فسيولوجياً ضمن وقف جميع الوظائف الفسيولوجية لأجسامهم بصفة وقتية، فلم تبصر العين بالرغم من كونها مفتوحة (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)، ولم تتحرك العضلات بالرغم من أنهم أحياء (وَنُقَلبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشمَالِ)، ولم تتغير هيئتهم على الرغم من مرور سنين عدداً عليهم بالكهف (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، وحالتهم هذه تقارب حفظ أعضاء الإنسان بطريقة وقف العمليات الحيوية والتي تتمّ غالباً بالتبريد، وهي تستخدم الآن بشكل واسع في العالم. (وَتَرَى الشمْسَ إِذَا طَلَعَت تزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ منْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مرْشِداً، وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَليْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) (17-18 الكهف). تميل الشمس عنهم حين طلوعها ولاحِظْ كلمة تزاور الدالة على قدرة الله في حركة مخلوقاته وانظر كلمة تقرضهم عند غروبها فلا تصيبهم البتة في حركتها بزوغاً وغروباً وقد قيل: تقرضهم: تنثر عليهم شعاعاً خفيفاً لإصلاح أجسادهم، وهم في فجوة من الكهف لا يتأذون بقرّ ولا حرّ عيونهم مفتحة، وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود يحركهم الله تعالى كي لا تأكل الأرض أجسادهم ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال يحرسهم كلبهم في مدخل الباب ماداً قائمتيه كأنه حي متوثب وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد.. تصوير بديع لهم في رقدتهم الطويلة هذه التي توهم من يراهم أنهم أحياء، مع إدخال الهيبة في قلوب من اطلع عليهم حيث يتجاوزهم مبتعداً عنهم، ومقامهم هذا دليل على قدرة الله تعالى في إماتتهم وحفظهم من التلف، وإخافة من ينظر إليهم، ثم على بعثهم، فسبحان الله مالك الملك، المتصرف في مخلوقاته كما يشاء. وتشير المراجع العلمية إلى أن التعرض للبرودة الشديدة يؤدّي إلى انخفاض كبير في درجة حرارة الإنسان، والشخص الذي انخفضت حرارته انخفاضاً كبيراً يصبح شبيهاً بالميت، إلا أنه يكون محمياً إلى حد ما من نقص الأوكسجين وانخفاض ضغط الدم وفشل الدورة الدموية، وفي حالات عديدة، فإن الشفاء التامّ قد يحدث؛ خاصة للشباب من هذه الحالات، ولهذا لا يجب اعتبار أي إنسان تعرّض للبرودة الشديدة وانخفضت درجة حرارته انخفاضاً شديداً ميتاً، وذلك حتى يتم إجراء الإسعافات اللازمة له، وقد أصبح اليوم لحفظ الأعضاء ضرورة كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق