كثيرات من المعذبات داخل قفص الزوجية، بسبب أزواج لا يعرفن غير ذواتهم، لا يلتفتون إلى مشاعر الشريك، مقززون، منفرون، وأحيانا عديمي الرجولة، كلها صفات نعتت بها الزوجات أزواجهن، وتجارب كثيرة
قد تصل إلى الخيانة الزوجية، غير أنهن لا يفضلن الطلاق، ربما بسبب الأولاد، وربما بسبب عدم وجود عائل ينفق على الزوجة، وربما خوفهن من نظرة المجتمع المريبة تجاه المطلقة، وأسباب أخرى كثيرة ترويها نساء لا يحترمن أزواجهن، ولا يجرؤن على التفكير في الطلاق.. هن نساء يسقط الزوج في أعينهن، ولا يسقط الحب من قلوبهن.
بعصبية أنثى فاقدة للحنان والاهتمام تروي علا (25 عاما) ما تعانيه مع زوجها قائلة زوجي يقضي ساعات باللعب على “البلاي ستيشون”، ولا يشاركني مشاكله وأحاديثه، وبالرغم من كل محاولاتي لاجتذابه نحوي واثارة مشاعره للالتفات لاحتياجاتي، الا أنه يفضل اللعب على الجلوس معي حتى بات يهمل علاقتنا الجنسية، وتضيف لا أشكو لأحد ما يجري بيننا من اهمال وفقدان لكل أشكال الحب، لخوفي من أن تهتز الصورة التي أصر أن أظهر بها أمام الاصدقاء والاهل، كما أن زواجي لم يمضي عليه سوى ثلاث سنوات ومن واجبي أن أعطيه فرصة ووقت أكبر حتى نتمكن من الاستمراروتكوين عائلة سعيدة.
“أكره الليل لأنه يجمعني به ، بعد موجات من العصبية التي لا مبرر لها” هذا ما قالته زينب (32 عاما) وهي تحكي مدى كرهها للحظات التي تجمعها بزوجها، وتعلل ذلك بأن زوجها عصبي الى درجة الجنون، فهو يفقد السيطرة على أقواله وأفعاله أثناء عصبيته، وبعد موجات من الشتم والسب، يجبرها على إقامة علاقة جنسية تخلو من المشاعر الانسانية، ودون تقديم أي اعتذارات لما قاله، وعند شكواها لإحدى الصديقات، رأت الصديقة بأن ما تمر به زينب أمر طبيعي وبأنها تختلق المشاكل.
وبعد خمسة وعشرين عاما من الصمت والصبر تقول نهى (48 عاما) هناك فجوة مادية واجتماعية بيني وبين زوجي، الا أنني اعتفدت أن الحب قادر على تحدي هذه العقبة، وبعد سنوات قليلة من زواجي، بدأت هذه الفجوة تتحول الى “عقدة ” عند زوجي، سببت نقمته على أهلي واكسبته صفات سلبية مثل البخل فاصبح يمتنع عن احضار الاحتياجات الاساسية للمنزل، مما أدى الى ازدياد المشاكل، وانعدام الحوار، وأخيرا انقطاع العلاقة الحميمة بيننا، بالرغم من كل ذلك لم أشكو أو ابكي لاحد، فهذا الرجل أب لأولادي، ويجب أن يبقى في اطار محترم أمام الجميع، وأنا لا أفكر بالطلاق أبدا فحياتي ما عدت ملك لي، وقراراتي ستؤثر على أولادي قبل كل شيء.
“سبعة عشر عاما يأتيني مترنحاً ورائحة الخمور تفوح من كلماته، وما زلت أحبه” هكذا بدأت منال (40 عاما) حديثها المليء بالالم عن علاقتها بزوجها الذي يفضل شرب الخمر عليها وعلى أسرته مضيفة عشت معه قصة حب عاصفة، جعلتني أتغاضى عن عيوبه المتزايدة، وأتحدى كل العوائق التي تواجه استمرار زواجنا، وبالرغم من سهره المتواصل وتجاهله لأسرته، الا أنني ما زلت صابرة على كل هذه الامور، لأنني لا أشعر بالامان الا حين يدخل المنزل، ولا أملك الا الدعاء له بالهداية، عله يعود ذلك الرجل الذي التقيته أول مرة.
وعلى النقيض من قصص الزوجات المعذبات ، تروي نورا أسعد (26 عاما) قصة جنتها التي تعيشها على الارض لا أدري كيف قضيت عشرون عاما من حياتي دونه، فرغم مرور عدة سنوات على زواجنا الا أنني ما زلت أعيش شهر العسل، وذلك لما تمتاز به علاقتنا من صدق ووضوح، ولتفهم كل منا عيوب الاخر وطبائعه.
أما عائشه أبو جوهر (29 عاما) عبرت عن اعجابها الشديد بعلاقة والديها المتقدة رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على زواجهما، قائلة أكاد أجزم بأن التفاهم والاهتمام بتفاصيل الحياة سويا هما الركيزتان الاساسيتان نجاح وقرب علاقتهما حتى الان، ومن قال أن الحب ينتهي بعد الزواج فهو قطعا لم يعرف والدي.
وترى الاء أبو أسعد (22عاما) المرأة القوية والمثقفة هي سر نجاح العلاقة الزوجية، ومصدر لسعادة الاسرة، وذلك لقدرتها على احتواء زوجها، والتأقلم مع تغيرات الحياة اتي تواجه الاسرة، كما أنه باستطاعتها ابتكار أساليب لكسر الروتين اليومي وخلق متعة في تفاصيل الحياة.
أما عن آراء الرجال في الزواج وعن تجاربهم الشخصية في هذه المؤسسة الأزلية يقول عبد الرحمن منصور (24 عاما) معظم الرجال يفقدون لهفتهم اتجاه المرأة بعد الزواج، وذلك يعود لسيكولوجية الرجل وأنانيته، لذا فمن البديهي أن لا يتزين الرجل لزوجته كما كان قبل الزواج، وأن يتغير شكل المشاعر بينهما، ويفقد الحب بريقه.
ويرى مروان سوالمه (27 عاما) الحب بين الشريكين يستمر لكن جنونه يقل، لتحتل العشرة والسكينه مكانه، ومن الطبيعي أن يقل اهتمام الرجل بشكله كما المرأة، فالعلاقة أصبحت مبنية على مرادفات جديدة، تمنح للعلاقة مسارا اخر.
ويوضح أحمد عبده (25 عاما) الروتين والمشاكل اليومية سبب كاف لاقلاع الرجال عن الاهتمام بأنفسهم، ذلك لأن زخم الحياة وسرعتها، يحول دون السماح للرجال للاهتمام الكافي بمظاهرهم الخارجية لضمان تأمين مستوى حياة يليق بأسرهم.
وعند لقائنا السيدة وفاء أسعد (رئيسة جمعية تنوير للاسرة السعيدة الخيرية) سألناها عن تجربتها مع النساء اللواتي يتوجهن إلى جمعيتها لأخذ الحلول لمشاكلهن الزوجية وطلبنا منها أن تعطينا عصارة خبرتها لضمان حياة زوجية سعيدة قالت بأن هناك بعد الضوابط تمكن النساء اللواتي لا يطقن بعض تصرفات وصفات أزواجهن، التعايش مع هذه الصفات، ومن أهم هذه الضوابط المحافظة على الهدوء وضبط الاعصاب، والاصغاء الجيد الى الشريك، والترديد على مسامعه ما يحب أن يسمعه، كما يجب تجنب اثارته لمجادلته بالتي هي أحسن، وأن تقدر الزوجة نفسه بقيامها بواجباتها على أكمل وجه ، فتقدير الذات ينبع من الداخل وليس فقط من الآخرين.
ومن هنا نستطيع التأكيد على أن لكل تجربة زوجية خصوصيتها وبأن مؤسسة الزواج ستبقى المؤسسة الأكثر رواجا , نجاحا وإرباكا في الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق