Social Icons

الأربعاء، 21 يونيو 2023

قيس بن الملوح ( مجنون ليلى )

 

تداويت من ليلى بليلى عن الهوى
كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر
ألا زَعَمَتْ ليلى بأني لا أحبها
بلى والليالي العشرِ والشفع والوَترِ
بلى والذي لا يعلمُ الغيبُ غيرُهُ
بقدرتهِ تجري السفائنُ في البحرِ
بلى والذي نادى من الطور عبدَهُ
وعظّمَ أيامَ الذبيحةِ والنّحرِ
لقد فُضِّلَتْ ليلى على النساءِ مثل ما
على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القَدْر
فلو كنتِ ماءً كنتِ من ماءِ مُزنةٍ
ولو كنتِ نوماً كنتِ من غفوةِ الفجرِ
ولو كنتِ ليلاً كنتِ ليلَ تواصلٍ
ولو كنتِ نجماً كنتِ بدرَ الدّجى يسري
عليكِ سلامُ الله يا غايةَ المُنى
وقاتلتي حتى القيامة والحشرِ
تعلّقَت روحي بروحَها قبلَ خلْقِنا
ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ
فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً
وليس , وإن متنا, بمنقصفِ العهدِ
ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ
وسائرنا في ظلمة القبرِ واللحدِ
فأبكي لنفسي رحمةً من جفائها
ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإنِّي لأهواها مُسيئاً ومحسناً
وأقضي على نفسي لها بالذي تقضي
فحتَّى متى رَوْحُ الرِّضاء لا تنالُنِي؟
وحتى متى أيَّام سخطِكِ لا تمضي ؟
وكيف أعزِّي النفس بعد فراقها ؟
وقد ضاق بالكتمان من حبها صدري
فوالله واللهِ العزيزِ مكانهُ
لقد كادت روحي أن تزول بلا أمري
خليليَّ مُرَّا بعد موتي بتربتي
وقولا لليلى ذا قتيلٌ من الهجر
قد تكون صورة ‏نص‏



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق