Social Icons

الثلاثاء، 20 يونيو 2023

[] [] . ماهية الوجود . [] []

 

كلنا نعرف ان النهاية لأي شيئ هي حين ينتقل من مكان لاخر او يتحول من شكل لآخر ..اذا اختلاف المكان او الزمان او نوعية المادة هي تعتبر نهاية للشيئ.. مثلا انت لو احرقت ورقة حين ينتهي احتراق الورقة كاملا تتحول لرماد ومواد كربونية لكنها لازالت موجودة وهذه النهاية هي تحول من شكل لاخر.. بينما لو اقمت في فندق لمدة اسبوع فحين ترحل عنه انتهت مدة اقامتك وانتقلت من الفندق فهذه نهاية للزمن بالنسبة لتواجدك بالفندق ونهاية للمكان الا وهو الفندق لكن لازلت انت والفندق موجودين لكن اختلف الزمان والمكان.. لكن ماذا عن الموت طبعا الموت هو نهاية صغرى لانك ان متت ستبقى جثتك وهنا نعود لاول حالة تغير المادة ونهاية عمرك هو تغير الزمان لكن الاصل موجود مع اختلاف الماهية الا وهو انت.. وقس على ذلك اي امر في الحياة فلا يوجد نهاية مطلقة انما هناك نهايات نسبية وعند اختلاف ماهيتها او زمانها او مكانها نطلق عليها النهاية..
لكن لو اردنا الخوص في اللانهاية ستصبح الأمور اعقد بكثير لانك ستحاول ان تصنع قياسات وتحسب على شيئ لاينتهي من الاحتمالات وقد تفني عمرك ولن تصل لذلك اختصر لك العلماء اللانهاية بمفهوم يسمى الإنفنتي ..رغم ان هذا المفهوم اختصر عملياتك برمز صغير لكن هذا الرمز نفسه جعل علماء الرياضيات يصابون بالجنون كما حدث مع جورج كانتور الذي اتهموه بالجنون والفساد لعالم الرياضيات حين ادخل افكاره التي نحتفل بها اليوم الى اللانهاية ..مات كنتور لكن افكاره كانت بلا نهاية عن اللانهاية..
كثر اللغط والفلسفة حول تفسير اللانهاية وفكرة كانتور هو تجزئة الارقام اي انه صنع ارقام لانهائية بين الارقام فنحن ننتقل من الصفر لواحد بنطقنا بالعدد واحد مباشرة ..لكن لو اردنا ايجاد ارقام اصغر من الواحد فعلينا تجزئة الواحد نفسه ولتجزئة الواحد علينا التعامل مع الارقام العشرية التي تكون بشكل كسور فمثلا لو قلنا اصغر من الواحد هو نصف الواحد اي 1/50 او 0.50 ..ولو اردنا الاصغر منه نأخد نصف النصف اي 1/25 او 0.25 ولو اردنا اخذ نصف الرقم من النصف الناتج لكان علينا تقسمة كل كسر على ٢ وهكذا يبدأ الرقم بالصغر كقيمة والكبر كعدد فنقول ان 0.50 هو اكبر من 0.432233 مثلا لان كل اقتراب من الصفر هو قيمة اكبر للرقم حتى نصل للصفر كترتيب والرقم واحد كعدد فمثلا 0.432233 اكبر رقم فيه هو 43 والاكبر هو 4 اما الارقام التي على يمين الصفر فهي تنقص باستمرار مع انها تزود وكلما زادت تنقص واقصد بالازدياد هو عدد المنازل فالرقم كلما كبرت منازله بيمين الصفر كلما تجزء اكثر ولسهولة الفهم تعالوا نتطرق لنظرية رينو ذلك العالم اليوناني والفيلسوف المعروف الذي افترض لو ان رمينا كرة صغيرة على الارض فهي تحتاج ثانية فرضا لتصل الارض لكنها في نصف ثانية تقطع نصف متر وفي ربع ثانية تقطع ربع متر وفي نصف ربع الثانية ستقطع نصف ربع المتر وهكذا تكبر المسافة ويكبر تقسيم الزمن
0.50 ثانية تساوي 0.50 متر
025 ثانية تساوي 0.25 متر
0.125 ثانية تساوي 0.125 متر
وهكذا تبدأ المسافة تقصر والزمن يقصر الى مالانهاية
لكن تبقئ المسافة محدودة فيمكن تجاوز ذلك لنقفز لكلمة ثانية واحدة بمتر واحد..
هذه التعقيدات والامور الفلسفية التي شرحها كانتور في اللانهاية جعلته يطرد من بين العلماء فيما تجلى اسمه بين اكبر العلماء حين فهموا افكاره بعد موته بسنوات.. ووضعوا له تمثال تذكاري في احد الجامعات الاوروبية
ومن الغريب ان يكون اللانهاية كمجموعة اكبر من اللانهاية بمجموعة اخرى
فلو قلنا ان مجموعة الارقام العددية (1.2.3.4.5.6.7.8.9.) الى مالانهاية مم الارقام هي اكبر من الارقام الزوجية فيها
(2.4.6.8.10.12) الى مالانهاية من الارقام الزوجية وهنا يتوارد لذهننا مفارقة رف الكتب لاحد علماء الرياضيات الذي افترض وجود كتب لانهائية واردنا اختيار الكتب التي تحمل الارقام الزوجية فتلك العملية ستملأ بفراغ يتزايد بشكل لانهائي ليصبح عندنا فراغ لانهائي وكتب لانهائية على رف لانهائي ..ويكون هنا اصبح زائد اللانهاية وناقص اللانهاية يساوي لانهاية..
ولاوضح ذلك اكثر تعالوا لفندق هيلبرت ..العالم الالماني الشهير الذي افترض ان هناك فندق لانهائي من الغرف واتاه نزلاء بعدد لانهائي واراد وضع كل نزيل بغرفة فسيملأ الزبون رقم 1 بالغرفة رقم 1 والزبون رقم 2 بالغرفة رقم 2 وهكذا بلا نهاية ..ثم فجاة ظهر زبون طلب غرفة فارغة له ..فاحتال مدير الفندق بعملية حسابية مع فندقه المليئ بالنزلاء بأنه طلب من كل نزيل ان ينتقل للغرفة التي بعده اي ان النزيل رقم 1 سيكون بالغرفة رقم 2 والنزيل رقم 2 بللغرفة رقم 3 وهكذا بلا نهاية وبهذه الازاحة اصبح لدى الزبون غرفة فارغة بل هناك امر اغرب ان الفندق اصبح فارغ وممتلأ بآن واحد مادام هناك غرف تتفرغ بلا نهاية فسيصبح الفندق مليئ وفارغ بنفس الوقت وهذه بنفس نظرية رف الكتب ان انقاص جزء من اللانهاية سيجعل اللانهاية تخلق فراغ بهذه الازاحة ويكبر الفضاء بلا نهاية ويستمر النزلاء ينتقلون بلا نهاية للغرفة التالية ..يكمن السر في ان الرقم واحد ينبثق منه كل الارقام كما ان الوجود ينبق منه كل الموجودات ففي العالم المادي كل وجود له اصل والاصل هذا انبثق منه كل شي وبهذا يمكننا القول ان الوجود يحتوئ على كل شيئ متفرع من الاصل كما تتفرع تقسيمات الواحد للواحد لكن لو جمعنا تقسيما الكرة التي طرحنا مثالها سابقا سيكون المجموع واحد وهو ذلك المتر الذي قطعته الكرة في ثانية واحدة ..
تعالوا لنملأ المسميات الوجودية بأرقام فنقول عن اللانهاية هي كل شيئ ..وعن الاعداد شيئ وعن الصفر او العدم هو اللاشيئ.. ففي الارقام يمكن اخراج ارقام لانهائية من الواحد لان له وجود فيمكن تقسيمه بشكل لانهائي لكن لايمكننا تقسيم الصفر لانها ستبقئ صفر ..والوجود يحبل بوجود شيئ اخر كما ان الرقم واحد ينتج ارقام بلا نهاية ..لكن التقسيمات بالارقام هي ٩ تقسيمات مكررة تزيد او تنقص من الرقم بحسب عدد المنازل والترتيب فيما بينها بين الاشياء تقسيماتها تكون بالماهية مثل نوعية المادة ..ولان الكون بما فيه من اشياء عبارة عن ذرات متشابهة تختلف بالتركيب الذري يمكننا القول ان للمادة تقسيمات كما الارقام لان كل شيئ من نفس نوع كل شيئ من ذرات واختلاف التركيب يعطي مواد جديدة كما ان اختلاف ترتيب الارقام يعطي ارقام جديدة.. مفارقة واضحة ففي العالم المادي كل شيي انبثق من شيئ واحد وهذا الواحد يحوي كل شيئ.. وفي الارقام كل الارقام انبثقت من الواحد وهدا الواحد يحوي كل الارقام ..فان جمعنا كل ذرات الكون باختلافها سينتج عندنا مادة واحدة التي خرج منها كل شيئ ولو جمعنا الارقام سيكون لدينا رقم واحد الذي هو كل شي وبذلك الشيئ هو مثل الارقام العادية والواحد الخالق هو الاصل ومنه انبثق كل شيي موجود كما في الارقام ينبثق كل رقم ..كل شيئ يعود لمادة واحد ورقم واحد.. فالوجود هو واحد..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق